سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -
قبل أيام وأنا أقرأ بيان اللجنة الأمنية لـ"الانتقالي"، الذي أكدت فيه أنها قبضت على عدد من الإرهابيين في معارك مدينة كريتر، تذكرت سقوط "دماج"، وبعد وساطات أراد حزب الخونج وهادي أن تكون الحديدة وجهتهم، فرفض الأنصار حينها، فتوجهوا صوب عدن، وانصهروا فيما أطلق عليها "المقاومة" (قوات المقاولة)، وحينها عندما كنا نقول إن الإرهابيين يقاتلون مع أبناء الجنوب، وأن جماعات دماج اتخذت من أرض الجنوب ساحة تصفية حساب هزيمتها في دماج، وأن هؤلاء الإرهابيين يسيئون للجنوب، انبرى لنا الكثيرون نافين أن يكون بين المقاتلين إرهابيون، ولكن خلال السنوات الماضية أثبتت كثير من الوقائع ذلك. ولعل الاغتيالات المستمرة منذ صار الجنوب تحت سلطة مليشيات تحالف العدوان والاحتلال تؤكد ذلك. وكلنا يتذكر اغتيال محافظ عدن المعين من قبل هادي في بداية الحرب، جعفر محمد سعد، وكيف تم اغتياله.
إن ما تضمنه هذا البيان هو اعتراف صريح بوجود الإرهاب في الجنوب، فإذا كان "المجلس الانتقالي" قد قبض على إرهابيين، وحربه كانت مع قوات الحزام وقائده إمام النوبي، وكلا الفريقين صناعة ودعم تحالف دول العدوان، فهذا يعني أن التحالف يدعم جماعات إرهابية ويستعين بها في حربه، ورضا "الانتقالي" وتعيينه لإمام النوبي قائداً لمعسكر 20 يعني رضاه عنه وقبوله بالتعامل مع الجماعات الإرهابية، مع يقيني أن هؤلاء المرتزقة جميعاً لم يكن سلوكهم إلَّا سلوكاً إرهابياً ويقتلون الناس بدم بارد ويتصرفون خارج نطاق القانون ولا تحكمهم قيم ولا أخلاق ولا أعراف ولا قانون!
جميع المتقاتلين في النهاية هم مرتزقة، صنيعة دول تحالف العدوان ويتلقون الدعم منها، وأموال البترودولار -كما هو معلوم وثابت- لا تصنع ولا تعتمد إلَّا على قوة إرهابية أو يكون لديها استعداد وقابلية لأن تكون إرهابية. فكم من الوقائع والأحداث والجرائم الإرهابية المقترفة في حق الناس تؤكد ذلك، وآخرها قتل الطبيب الشاب عاطف الحرازي، وقبله عبدالملك السنباني الذي رافق قضيته مراوغات وتهرب من تسليم القتلة وحمايتهم من المساءلة القانونية.
وهؤلاء ليسوا ممثلين لقضية الجنوب ولن يكونوا، فالجنوب لا يشرفه أن يقَوده إرهابيون، ناهيك عن أن يكون ملاذاً لهم!!

أترك تعليقاً

التعليقات