شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

إن هذه العصبية الانفعالية الفاجرة التي تعتمدها قوى العدوان النفطي على اليمن وأبنائه، ليست سوى تعبير سافر عن شعورها بالانكسار والهزيمة رغم تفوقها العسكري والمالي، ورغم ما تتلقاه من دعم مادي ومعنوي من معظم الأنظمة العالمية، وما تلحقه من قتل لأبناء الشعب وتدمير ممتلكاته ومكتسباته الوطنية.
إن قوى العدوان بإيغالها بالخسة والفجور والتدمير، تشبه الى حد كبير ذلك الضابط الجلاد في جهاز الأمن الوطني في مطلع الثمانينيات عندما كان يستدعي أياً من المعتقلين الى مكتبه ليبدأ بممارسة التعذيب النفسي ضده، وعندما يرى أن المعتقل لم يفقد اتزانه ولم تنكسر نفسيته، ينهال عليه ضربا بمختلف العصي والسياط، وكلما كان السجين صامداً قوي المراس، ينهار الجلاد ويشعر بأن صمود السجين وعدم صراخه واستحلافه أن يكف عن تعذيبه قد ألحق به هزيمة واستخف به وسخر منه، فيزداد وحشية وجنوناً، ويستدعي من الجنود والضباط من يعاونه في التعذيب حتى يفقد السجين وعيه..
لذلك فإن صمود الشعب اليمني وعدم انكساره أمام هذا العدوان وما يلحقه به من تدمير، وما يضخ من مآسٍ يهتز لها عرش الرحمن، إنه بذلك يكسر غطرسة العدوان ويهزم آلته العسكرية وبنوكه الطافحة بما لا حصر له من الأموال، بل ويسحق غروره وغطرسته تحت أقدام جندي يمني حافي القدمين عامر القلب بالإيمان بكرامة الإنسان وقدسية التراب، يخترق كل الأسيجة العسكرية الخرافية للعدوان، وينطلق كالليث الغاضب يصطاد الإبرامز بقنبلة يدوية فيحيلها رمادا تذروه رياح الإرادة اليمنية التي لا ترضى بغير النصر مآلاً، وكلما طال عمر العدوان يوما زادت معاني الصمود تجذرا في وجدان الأرض والإنسان اليمني، وارتفع معه منسوب الشعور بالانكسار والهزيمة في نفسية العدوان، وارتفعت في تفكيره المعوج حدة العصبية والانفعال، ليرسل طائرته تقتل الناس في أسرَّة نومهم ومقار أعمالهم، ويهدم مكتسبات اقتطع الشعب اليمني من لقمته وبناها، لكنه لم يحقق غير سقوطه المهين.

أترك تعليقاً

التعليقات