شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

تقترب نهاية العام الثاني من عمر العدوان، وقد تغيرت المعادلة فعلاً، واستجد في ساحة المواجهات ما لم يكن بحسبان ممالك ومشيخات العدوان النفطي، التي لم تكن ترى في اليمن سوى بلد ضعيف يجب أن يبقى تابعاً لها، وأن يأتمر بأمرها، ويلتزم بتعاليمها وأحكامها، وهي التي تقرر بالنيابة عنه كيف يمارس وجوده ومن يحكمه وأين يتكلم ومتى يصمت..
هذه الكيانات التي جبلت منذ تأسيسها على أن تأتمر بأمر أربابها من الأمريكيين والغربيين، وتنفذ خططهم، وتمول حروبهم، ولا تقول إلا ما قاله لها البيت الأبيض وقصر برمنجهام وقصر الإليزيه والكنيست.. 
وكما يقال في علم النفس إن من يتعرض للضغط وللعنف من مجتمعه أو أسرته، يحاول تطبيق ما جرى عليه ضد الغير.. هكذا حاولت هذه الكيانات المتناثرة على شاطئ الخليج، أن تفعل مع اليمن، ولم تكن تعلم حجم الخيبات ومراراتها التي ستتجرعها على يد الشعب اليمني وأبناء جيشه ولجانه البواسل الأفذاذ الذين مرغوا أنف العدوان بوحل الهزائم في مختلف جبهات المواجهة بالحدود، بل وما وراء الحدود، وصارت نيران الغضب اليمني تطال العدوان في عمق العمق. 
ولم تغنِ عنه أكاذيبه السافرة، ولا تعلقه بأستار البيت الأبيض، ولم تستر عيوبه وسوءاته ملياراته التي وزعها على مختلف الهيئات والمنظمات الأممية التي ظلت منذ بدء العدوان وهي تجاريه في بشاعته وفجوره، وتمارس الصمت الذي لايقل جرماً عن العدوان المباشر.
قد يستطيع المال الوفير أن يهيل تراب الزيف والأباطيل على الحقيقة، ويخفيها فترة من الزمن، لكنها تظل حقيقة كما ولدت، وتظهر في خاتمة المطاف تحمل ملامح صانعها وقسمات وجهه، بصرف النظر أكانت ناتجة عن فعل سيئ أو فعل حسن، فهي بالنهاية بنت لحظة حدوثها، لا يستطيع أحد أن يستدعيها ويعيد تركيبها وفقاً لرغبته، أو لتتسق مع رغبته ومقتضيات مصالحه. 
لقد خسر العدوان المعركة، وعادت النيران التي أشعلها بغرض إحراقنا الى صدره، ليحترق بها هو ومن ناصره وأيده. 
والقادم يحمل في طياته الكثير من الأمور التي ستجعله يعض أصابع الندم ألف مرة لإقدامه على العدوان.

أترك تعليقاً

التعليقات

Alex
  • الأربعاء , 25 يـنـاير , 2017 الساعة 8:52:20 AM

Sm k-ac dab what I was looking for-Ty