شبابة
 

عبده سعيد قاسم

التراشق الإعلامي المحتدم بين بعض إعلاميي أنصار الله وبعض إعلاميي المؤتمر الشعبي العام، مزعج حقاً ومخيب للآمال، ولا مبرر له بين حليفين يجمعهما مصير مشترك، وتوحدهما وشيجة التصدي لعدوان غاشم يستهدف كل ما هو يمني، ولا يفرق بين هذا وذاك، وكثيراً ما راهن هذا العدوان على خلافات وصراعات تنشأ بين هذين المكونين اللذين يمثلان أعتى القوى الصامدة في وجه العدوان والتصدي له، وما يطمئن فقط أن قيادتي المكونين تدركان خطورة اللحظة وتعقيدها، لكن ما ليس مفهوماً هو أن هذه القيادة تترك الحبل على الغارب لبعض اعلامييها للتمادي في هذا التراشق غير المبرر، والذي يصيب العلاقة بين المؤتمر والأنصار بشروخ وخدوش هما في غنى عنها، وهي تخدم توجهات العدوان وأذنابه، وتمنحهم فرصاً عجزوا أن يحققوها خلال عامين ونصف من عدوانهم الهمجي الغاشم.  
ما يثير الاستغراب أن أقلاماً كبيرة ومرموقة تنخرط في هذا السجال العبثي العقيم، وهي تعي أن العدوان يطربه هذا التراشق، ويروق له مشهد صناعة الخلافات وتأجيجها، فهو في النهاية ينتقص من صمود اليمنيين، ويسيء لشهداء معركة الدفاع عن الوطن، ويمنح المعتدين فرصة للقول إن العلاقة بين مكوني التصدي للعدوان معطوبة، وليست على ما يرام. 
لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة لمعركة إعلامية خاطئة وعدمية، بل ودنيئة تخدم أعداء اليمن وتحالفهم اللعين. 
إن هذه الوسائل قد سهلت لمن لايعي خطورة اللحظة الوطنية، ومكنته من الخوض في سجال ينعكس سلبياً على القضايا الوطنية المصيرية، وتشويه العلاقة الناصعة بين المؤتمر والأنصار،  دون أي التزام بالضوابط والمحددات الوطنية المتفق عليها بينهما، والتي على أساسها تم تشكيل المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني أيضاً.
المؤتمر والأنصار شريكان في هذه المعركة الوطنية، شاء من شاء وأبى من أبى، بل هما مرغمان تحت ضغط اللحظة الوطنية أن يحافظا على العلاقة بينهما، ويحمياها من تطفل بعض المحسوبين عليهما، وعدم تركها لعبث العابثين أياً كانوا.
إن احترام الدم اليمني المسفوك واحترام جراحات هذا الشعب المعتدى عليه، يقتضي من قيادة المؤتمر الشعبي العام وقيادة حركة أنصار الله أن تلجم هذه الأبواق الفاغرة فاها دائماً، والمستمرة في تقيؤ عفونة السجال العقيم في زمن يمني لا يحتمل أدنى خلاف مهما كانت دواعيه ودوافعه.  
اللهم لطفك بشعبنا.

أترك تعليقاً

التعليقات