شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

العالم لن يرى جسدك المسجى على وجع التراب يا صغيرتي إشراق المعافى..
فأنت طالبة في مدرسة الفلاح بأقصى الريف اليمني المنسي... ولست راقصة في ملهى ليلي تباع وتشترى فيه الضمائر والقيم بأموال النفط، ويرتاده أدعياء حقوق الإنسان ومسوخ هذا الزمن القواد من دعاة الحريات المعلبة المنتجة في عواصم دول الناتو، وحماة الطفولة والمدافعين عن حقوق الأطفال الذين يغضون الطرف حين تنتهك طائرات النفط حياة أطفال اليمن وتصادرها، حماة الطفولة الذين ينتظرون مكرمات مشيخات النفط، ويجيزون لها قتل الطفولة ببشاعة.
أنت بنت هذا التراب اليمني الطاهر الرافض لدنس العدوان الهمجي ومرتزقته الأوغاد الذين لا يحسبون لطفولتك ولا للدم اليمني المسفوح حساباً.
عبده الدنبوع يا صغيرتي القتيلة يريد أن يعود الى الحكم على أشلاء جسدك الصغير المرهق من وطأة الخوف والجوع والبرد.
الدنبوع هذا السفاح لايسمع غير توجيهات طويل العمر، ولا يرى إلا لمعان ذهب العدوان، ويبيع للنفط دماء الأطفال وأحلامهم ليغتالوها بدورهم، ويقفز عز الدين سعيد أحمد، وزير حقوق الدنبوع، ليقسم للعالم كله أن جسدك القتيل المبتور الساق المسجى على تراب تلك البقعة من قريتك الأليمة، صورة لطفلة سورية قتلتها الطائرات الروسية.
هكذا هم يا إشراق يبيعون كل شيء لجيش العدوان الذي وكلما لقنه الجيش اليمني ولجانه الشعبية دروساً قاسية في كيفية ومعنى الدفاع عن الأوطان في مختلف جبهات الصمود والتحدي، يستديرون مهزومين ليبحثوا عن امرأة أو طفل أو منزل سغب طاوٍ ليصطادوه بطائراتهم وهم مطمئنون أن العالم الساقط هذا لن يحتج ولن يلومهم، بل لن يعاتبهم حتى عتاباً، وأن منظماته الحقوقية المبتذلة ستتداعى على دمك كأسراب الذباب ليستلموا ثمنه من مشيخات العدوان النفطية، ويقسموا الأيمان الغموسة أنك لست أنت، وأن طائرات العدو الغاشم بريئة من دمك كبراءتهم من أدنى المشاعر الإنسانية.
نامي بسلام يا إشراق، سيدفعون ثمن ما صنعوه بك، إن لم نستدفعهم نحن ثمن مصابك ومصابنا بك، ستغضب السماء وستعاقبهم حتماً.
لروحك الخلود الأبدي في الجنة، وعليهم اللعنة الأبدية..

أترك تعليقاً

التعليقات