شبابة
 

عبده سعيد قاسم

يواصل المقاتل اليمني كتابة تاريخه الملحمي بشجاعة نادرة واستبسال لا مثيل له في تاريخ الحروب، ليؤكد للدنيا أن اليمن هي حقاً مقبرة الغزاة، فما يجترحه المقاتل اليمني الحافي ضد جيش بني سعود في الحدود الشمالية يشبه المعجزات حقاً.
تساقط المواقع العسكرية المحصنة والمجهزة بأحدث الأسلحة الدفاعية بل والهجومية المسنودة بأحدث الطائرات المقاتلة، يؤكد أن للمقاتل اليمني فلسفته الخاصة ومنهجيته الفريدة في إدارة المعارك الحربية مع العدو الغازي. وكما لقن اليمنيون جيوش الغزو التركي وقبله كل جيوش الغزاة من البرتغال والبريطانيين دروساً قاسية في فنون الدفاع عن الأرض والعرض، يواصل هذا المقاتل العريق المستند على تاريخه الحربي الناصع، والمستند أيضاً على عدالة قضيته وتشبثه بحريته وبالحق في سيادته على أرضه دون وصاية وبلا تدخل من أحد، يواصل تسطير المعجزات القتالية التي وبلا شك سيقف التاريخ أمامها بذهول وإجلال.
إنه المقاتل اليمني الذي لم يستقِ براعته القتالية من الأكاديميات والكليات العسكرية، بل هي فطرة فطره الخالق عليها، وصقلتها لديه طبيعة أرضه وتضاريسها القاسية الصعبة، مما جعله قوي الشكيمة صعب المراس، وتستحيل هزيمته من أي جيش مهما تدجج بأحدث التكنولوجيات العسكرية، فهو بسلاحه الشخصي الخفيف يكتب في متون الزمن أبلغ العلوم القتالية، غير آبه بما يحشد الغزاة، ولا مكترث بوحشية أتباع العدوان وأذياله الذين لم يتورعوا عن ارتكاب أفظع الممارسات بحق الأسرى من جرائم تأنفها النفس الإنسانية السوية. 
فلم نعلم ولم نقرأ أن متحاربين ذبحوا أسراهم أو دفنوهم أحياء كما فعل هؤلاء الذين تحللوا من كل قيمة إنسانية، فيما مقاتلو الجيش واللجان الشعبية، وإضافة إلى ما يحققونه من انتصارات عسكرية، يحققون انتصارات قيمية وأخلاقية أيضاً بالتعامل مع الأسرى بلطف واحترام لإنسانيتهم، وهنا تتجلى الفروق القيمية والأخلاقية التي تعكس جوهر وعدالة القضية التي يقاتلون في سبيلها والانتصار لها. 
صحيح أن الإعلام العالمي متواطئ بخسة مع العدوان، ولا يلتفت لجرائم العدوان وسقوطه المخزي، ولا يلتفت أيضاً لنبل سلوك الجيش واللجان الشعبية سواء بعدم استهداف المدنيين في قتاله ضد الجيش السعودي، أو بتعامله مع الأسرى، لكن التاريخ يحتفظ بالحقائق كما هي، وبملامحها الحقيقية التي لا تمحي مهما طمرها التجاهل أو أهال العدوان عليها غبار أكاذيبه السخيفة التي تضاف إلى سجل فضائحه ومخازيه.

أترك تعليقاً

التعليقات