البحث عن النصر في مفهوم الغزاة!
 

عبده سعيد قاسم

عبده سعيد قاسم / لا ميديا -
ثمان سنوات والإمارات تتكبد الهزائم الفادحة على يد مقاتلي الجيش واللجان الشعبية في مختلف مناطق المواجهات ولم تستطع دولة عيال زائد هيان أن تسجل حتى لحظة انتصار واحدة، لا بوارجها سجلت خرقا يذكره الزمن لها ولا طائراتها تمكنت من تحقيق المبتغى ولم تجترح بوارجها والطائرات سوى عدد مهول من القتلى المدنيين ومن مليشيات حلفائها أيضاً في ما اصطلح على تسميته نيران صديقة.
لقد تكبدت الإمارات هزائم لاتعد ولا تحصى ودفعت من الأموال فوق ما يتصور المرء وفوق ما تقوى على عده آلات عد النقود وتسجيله أجهزة الحاسوب، ومع كل ذلك، ولأن قادة هذه الدولة الطارئة على التاريخ والجغرافيا لا تعترف بالمنطق ولا تمتلك الخبرات ولا تفهم الاستراتيجيات التي تنتظم على أساسها الصداقات والعداوات بين الدول، فهي لا تعرف متى على الدولة أن تحارب ومتى عليها أن توقف الحرب وتقيم السلام.
يتجلى ذلك في إصرارها البدوي العجيب على تحقيق نصر في اليمن كيفما اتفق حتى لو تحققه ضد حلفائها الذين قال كبيرهم ذات يوم في محاولة منه لاسترضاء أبوظبي "إن الإمارات سكبت في اليمن دما وليس ماءً"، والنصر الذي لم تستطع الإمارات تحقيقه ضد صنعاء راحت تفتش عنه في شبوة الواقعة تحت سيطرة حلفائها الذين غدروا بالشعب والوطن وراحوا يصفقون للغزاة.
تتصرف الإمارات في شبوة وكأن السيادة اليمنية مجزأة وكأن صنعاء لا تكترث لما يجري في بقية المحافظات اليمنية، وما كتبه الأستاذ حسين العزي في حسابه في تويتر "إن المتمردين الذين تستهدفهم الإمارات هم في النهاية يمنيون" إلخ.. يمثل درسا بليغا في الانتماء الوطني.
ذكرني ذلك بما قاله الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي عندما قامت القوات الأمريكية باعتقال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، قال: "كنا نود أن نعتقله نحن ونحاكمه نحن وليس أمريكا فهو في النهاية مواطن عراقي"، وحزب الإصلاح برغم أخطائه وخطاياه هو في النهاية حزب يمني والقضاء اليمني هو المخول بمحاكمته ومعاقبته بموجب الدستور والقانون وليس الغزاة.
الإصلاح ومن أول العدوان على اليمن وهو يمارس غباءه السياسي ويبارك العدوان على اليمن ويبتلع لسانه حين تقترب نيران التحالف منه كأنه فقد الغيرة والإحساس.
حزب الإصلاح الذي لم يدخر جهدا ولم يترك نافذة من نوافذ التطرف إلا طرقها ضد الحزب الاشتراكي قبل الوحدة وبعدها ولم يتوان عن الإسهام بضراوة ضد الحزب في حرب 94 وتقليم أظافره التنظيمية ومخالبه العسكرية وأعماه التطرف وأخذته نشوة النصر حينها حتى أنهك نفسه رقصا وطربا من فرط فرحته بالقضاء على الحزب وقواته دون أن يدرك أنه بذلك السلوك السياسي الطائش قد نسف قاعدة التوازن التي كان يستمد منها مبرر حضوره السياسي، وأصبح هو الخصم الجديد والمنافس الذي يجب تحجيمه وإقصاؤه من سلطة صالح التي التصق بها، وادعى كثيراً أنه لولا عناصره لاستطاع الناصريون إسقاط تلك السلطة في شهورها الأولى، وأنه لولا جبهته الإسلامية لاستطاعت الجبهة الوطنية الديمقراطية إسقاط المحافظات واحدة تلو أخرى في آخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات، وأنه لولا فيالق مليشياته العائدة من جبال أفغانستان، وما تملكه من خبرة قتالية لسقطت الدولة والوحدة في حرب 94 التي أسقطت الاشتراكي والإصلاح معاً.
الآن، وأمام هذه التطورات التي تؤكد أن تدمير الإصلاح يحتل رأس القائمة في أهداف تحالف العدوان، ورغم أنني لم أجد للإصلاح يوما حسنة وطنية تحسب له، لكنه في النهاية يمني وشبوة جزء من السيادة اليمنية، وأتمنى أن يستيقظ الإصلاح من غيبوبة الماضي وينزع عن أقدامه سلاسل وقيود الارتهان لتحالف العدوان ويصطف مع طلائع الشعب اليمني المتمثلة بالجيش واللجان الشعبية، فلا مبرر لبقائه مرتهنا لتحالف يستهدفه ويخطط للإطاحة به ومحوه من الخارطة السياسية في اليمن، ولاشك أن أنصار الله يعرفون جيدا أن السيادة لا تتجزأ والهدنة كذلك.. ولله مشيئته في خلقه.

أترك تعليقاً

التعليقات