شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

اختلفوا مع (أنصار الله) أو مع من يروق لكم تسميتهم (الحوثيين)، اختلفوا معهم كما شئتم، واذهبوا بخلافكم معهم الى أقصى حدود الخلاف، لكن في إطار وطني لا رهان فيه على أي تدخل خارجي تحت أي مبرر.
إن الاصطفاف مع العدوان وتمجيده والاحتفاء به والمراهنة عليه بإعادة صياغة العلاقة بين مكونات المجتمع، سلوك لا يستقيم مع استحقاق المواطنة ومنطق الانتماء للأرض. 
فالعدوان لن يهدينا وطناً، ولن يمنحنا هوية وطنية أو صكوك انتماء لليمن، ولن يصنع أمناً، ولن يهبنا مستقبلا وفقا لما نرجوه ونحلم به. إنه يبحث بين حطامنا وأشلائنا عما يفيده ويحقق أطماعه وغروره. 
فهو لم يأتِ لينتصر لفئة من أخرى، أو ينتزع حقاً مسلوباً من فئة ليعيده لأصحابه،  حتى وهو يرفع ذلك شعارا، ويسوغ به عدوانه الفاجر. إنه عدوان كاسمه لا يملك ولن يمنح من وقف معه أو ضده غير ما صنعه ويصنعه من قتل وتدمير. 
ولن يحتفظ لمن وقف معه سوى بالاحتقار الذي تطفح نتانته في ما ينشره بعض من جلاوزة إعلامه من منشورات تصف الذين يقفون مع العدوان بأنهم مجرد أدوات تتحرك بالمال، وأنهم يستنزفون خزائن التحالف دون أن ينجزوا ما أوكل لهم. 
وذلك أمر يثير في وجدان الإنسان السوي شعوراً بالإهانة لأن هذا القول يعكس رؤية المعتدي حيالنا وبما يقيسنا، وكيف يعتبر أنه بما يملك من ثروة وأموال يستطيع أن يبتاع منا قدسية الإيمان بإنسانيتنا، ومعنى انتمائنا للأرض. 
إن التصفيق والتهليل لطائراته وهي تقتل اليمنيين وتدمر مكاسبهم وتشنتهك سيادة بلدهم، يجعل العدوان يسترخص إنسانيتنا، ويوغل في صلفه وفجوره، فلا تأخذكم مشاعر العداء لبعضكم الى هذا الحضيض الموحل بكل النقائص.
حتى أولئك الذين يصفقون للطائرات بلا طيار التي تستهدف أفرادا من تنظيم القاعدة وأخواتها، هي بالنهاية تحتكم لذات المنطق المعوج، لأن السيادة الوطنية كل لا يتجزأ، فليس للعدوان سوى تعريف واحد، إنه عدوان أيا كانت مبرراته، وأيا كان اسمه وأهدافه.
اللهم اهدِ من ضل من قومي عن الصواب وحاد عن الحق.

أترك تعليقاً

التعليقات