شبابة
 

عبده سعيد قاسم

رغم أن الأمين العام الحالي والأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري، لم يتركا فرصة لإرضاء حزب الإصلاح إلا واغتنماها، حتى إنهما قدما تاريخهما اليساري القومي المزعوم قرباناً للإصلاح، وجعلا تنظيمه يدور في فلك الإصلاح، ويولي وجهه شطر هذا الحزب أنى ذهب وأنى أتى، إلا أن كل ذلك لم يمنح التنظيم الناصري صك البراءة وفرمانات الرضى الإصلاحي عنه، ولم يحمه من سياط وسائل إعلام الإخوان وكتائبهم الإلكترونية التي لا تمر لحظة إلا وتناولت فيها التنظيم بالتحقير وتسفيه قيادته وأعضائه.
فهو في نظرهم بقايا حزب قومي لا يتمتع بشعبية واسعة، وليس في الجبهات العسكرية أحد من أعضاء هذا التنظيم، وأنه مجرد ظاهرة صوتية لا أكثر، واتكاؤه في مدينة تعز على تحالفه الهش مع كتائب أبي العباس، الذي بالتأكيد لن يطول، لا يعطيه الحق في الموافقة أو الاعتراض على قرارات الإصلاح في ما يخص قطف ثمار مناصرتهم جميعاً لتحالف العدوان على بلادنا.
حزب الإصلاح (الإخوان) يرى أن لا أحد من حلفائه بالمشترك يستحق نصيباً من ريع الدم اليمني المسفوك، وأن الاشتراكي والناصري ليسوا سوى كومبارس يعملون مع الإصلاح بالأجر اليومي، وأن اعتراضهم على ما يريده الإصلاح من مناصب في محافظة تعز المنهكة المدمرة، هو تطاول وقلة أدب، ويستحقون عليه العقاب، وأن منصب وزير الخارجية في حكومة الرياض ومنصب وكيل محافظ تعز أكبر مما يستحق التنظيم الناصري، ومستوى أعلى من مكانته، وأكثر مما يجب.
لم يُجدِ ابتذال المخلافي في تبرير جرائم العدوان السعودي على بلادنا، واحتفاؤه بقتل النساء والأطفال اليمنيين.
لم يستفد التنظيم ولا قضية الوحدة العربية من افتراش عبدالله نعمان لقاعة ضيقة تحت سلم في أحد فنادق الرياض، والتهام الكبسة العامرة بلحم الخرفان وأشلاء اليمنيين الذين قتلتهم طائرات العدوان.
كل ذلك الابتذال وسواه لم يجعل الإصلاح يغير تقييمه للتنظيم الناصري، أو يعتبره حليفاً سياسياً له ما للإصلاح وعليه ما عليه.
لم يتورع عبدالله نعمان عن فتح جبهة حتى في قريته في الحجرية بقدس، ليثبت للإصلاح أنه لم يعد قومياً يسارياً، وأنه لم يعد يكترث للمشروع القومي الناصري، وأن ليس له يد في إعدام سيد قطب، وأنه أصبح هو وتنظيمه مجرد ختم في سكرتارية المشترك، وتحت الجاهزية كلما اقتضت مصلحة الإصلاح الختم على بيان أو محضر ما.
إن التاريخ ليس أحداثاً تولد في لحظتها وتموت، بل أحداث تظل تتناسل وتلقي بظلالها على ما يليها بشكل مستمر.
لذلك فالذي كان عدواً بالأمس، فهو في نظر الإصلاح اليوم لا يزال عدواً، حتى وإن انضوى في اللقاء المشترك.

أترك تعليقاً

التعليقات