تمديد العقوبات.. عام للحسم اليمني!
 

مطهر الأشموري

مطهر الأشموري / لا ميديا -
بعيداً عن منطق سيطرة الاستعمار الغربي الإمبريالي بقيادة أمريكا على مجلس الأمن وقراراته... إلخ، فلنا افتراض أن الصين وروسيا استعملتا حق الفيتو ضد القرار بشأن غزة أو حتى ضد قرار تمديد العقوبات على اليمن، فما الذي سيعكسه رفض القرارين في الواقع؟
ما لم تتدخل روسيا والصين في واقع المنطقة لمواجهة أمريكا والغرب فإن استعمال الفيتو لرفض قرارات أممية لا يفرق في أرض الواقع عن تمرير مثل هذه القرارات.
هكذا، وبغض النظر عن احتمالية أي مصالح أو مقايضات، فإن المقاومة هي أداة التغيير في واقع الأرض. والنموذج هو "طوفان الأقصى"، الذي باتت نتائجه في واقع العالم فوق قدرات أمريكا والغرب، وفوق حتى هذه القرارات التي تم تمريرها في مجلس الأمن.
لعل اليمن يمثّل الأنموذج الأكثر ديمومة وديناميكية. وتوقفوا عند حقيقة أنه في الحالة اليمنية وللمرة الأولى في تاريخ الأمم المتحدة يُشرعن للعدوان دولياً بعد العدوان، ومثل ذلك لم يحدث في تاريخ الأمم المتحدة، وبالتالي فقرار تمرير قرار تمديد العقوبات لا هو جديد ولم يأت بجديد.
اليمن ، من أسوأ وأصعب وضع وتموضع، فرض ذاته وثقله إقليمياً وحتى عالمياً بكل ثقة، فهو من يعنيه فرض المزيد من التغيير، ودون أن يتسوله من غرب أو حتى من شرق، ومعادلة المصالح باتت تتداخل غرباً وشرقاً في عالم اليوم.
اليمن فرض نفسه كثقل إقليمي فوق أي وصفات أو توصيف، وهو بات موازياً لثقل إيران الإقليمي، و"التنابلة" يظلون في "التنبلة"، وفاقد الشيء لا يعطيه.
اليمن يعرف أن عدوه المباشر هو النظام السعودي، واجهة وأرضية كل عدوان وكل قتل ودمار في اليمن، وإنْ من وضع عميل خسيس أمركة وصهينة، وبالتالي فاليمن بعد نجاحه في مواجهة أمريكا والكيان اللقيط وتحقيق ما هو غير مسبوق عربياً، يعنيه أن يواجه العدو المباشر، وهو النظام السعودي، وهو تاريخياً رأس حربة لأمريكا والكيان الصهيوني.
لا يمكن حتى للصين وروسيا أن تؤثرا أو حتى تعارضا أو تعترضا على قرار يمني كهذا؛ لأنه قرار محق ويرتكز على مشروعية ومطالب مشروعة. وأقول إن الشرعية والمشروعية للشعب اليمني هي أقوى وأمضى من الشرعية والمشروعية الدولية - كما تسمى، وأقوى من مجلس الأمن وقراراته.
ما دمنا في واقع أقوى في إرادتنا وقراراتنا فإننا لا نحتاج من روسيا أو الصين أو غيرهما استعمال "فيتو" ضد قرار تمديد عقوبات. ومثلما أفشلنا العدوان الأمريكي بحراً وأجبرنا أمريكا على الانسحاب، فنحن من يستطيع الضغط على أمريكا بخوض معركة مصير ووجود ضد المواجهة ورأس الحربة، وهو النظام السعودي،  وكل الأسلحة استعملتها أمريكا ضد اليمن، ولم يعد أمامها غير التدخل بجيشها لاكتساح أو احتلال اليمن، وهذا يسعد اليمن، بل إنه ما يتمناه الشعب اليمني.
نعم، اليمن يمارس التطبيع مع إيران الشقيقة، كما مع كل الدول الإسلامية، ويحكم علاقات البلدين الندية والاحترام المتبادل. ولمن يريد المقارنة الواقعية بين حالة السفير السعودي الحاكم الفعلي لما تسمى "شرعية" والسفير الإيراني الذي مارسوا عليه حرباً إعلامية بما ليس فيه ولا منه، فكيف تقارن علاقة صنعاء بإيران مع علاقة الآخرين بالاستعمار الأمريكي الغربي وبالكيان اللقيط وعريف إماراتي بات من يحكم عدن؟!
صنعاء كبرت على خزعبلات كهذه، وبالتالي فهي تجاوزت هذا الربط الأبله بإيران، وباتت في قرارها السيادي لا تتوقف عند أطراف الغرب، ولا عند أي طرف كان من الشرق، إيران أو غير إيران كما روسيا والصين.
وانتظروا المستقبل القريب، وفي عام تمديد العقوبات، ليؤكد هذه الحقيقة، وهذا الاستحقاق الذي فرضه اليمن كبديهية يمنية وأمر واقع. ولعل الأفضل لصنعاء بات في استمرار العملاء والمرتزقة في خط سفاهات وتفاهات، وذلك ما يعجل وصولهم عاجلاً إلى أسوأ مصير.
رد فعل صنعاء على قرار تمديد العقوبات هو أن تجعل عام التمديد هو عام الحسم، ومع النظام السعودي تحديداً، وسيتأكد هذا النظام العدائي والعدواني تجاه اليمن تاريخياً أنه لا أمريكا ولا أحدث أسلحتها ولا زيارة ابن سلمان ستفيد في شيء، فاليمن إن قرّر السير في "حرب الوجود" فواهم من يتصور إمكانية ردعه بأي قوى أو قرارات دولية، والحق أوضح من الوضوح ولا يحتاج أي مرافعة أو معالجة. والزمن بيننا!

أترك تعليقاً

التعليقات