الجنون «الترامبي».. وحل الهنود الحمر!
 

مطهر الأشموري

مطهر الأشموري / لا ميديا -
عند تعامل ترامب أمريكا بتلك العلنية الرعناء وأمر مصر والأردن باستقبال سكان غزة الذين سيتم تهجيرهم للبلدين فهذه العلنية كانت ضمن ضغوطات أن يقوم البلدان بعمل بديل آخر.
ولهذا فحين رفض البلدان التهجير إلى بلديهما حتى بعد تهديداته فإنه قال بأنه على البلدين ماداما يرفضان استقبال المهجرين فإنه عليهما تقديم مقترحات للبديل.
فالبديل الذي يريد «ترامب» أن يأتيه كمقترح من مصر والأردن هو «بيت القصيد» وهو الهدف من الضغوطات الأمريكية «الترامبية»، ولا أستبعد أن «ترامب» أبلغ النظامين المصري والأردني بالبديل الذي يريده كمقترح منهما.
ترامب كان يريد تدخلا ودخولا من الجيشين المصري والأردني إلى غزة تحت قيادة المنظومة الأمنية "الإسرائيلية" كحل لما يعرف بـ«اليوم التالي»، وبذلك يصبح القتال في غزة هو بين فصائل المقاومة وبين الجيشين المصري والأردني.
مهمة الجيشين تنفيذ أوامر الأمن "الإسرائيلي" وحماية الأمن "الإسرائيلي"، وهذا ما رفض مصرياً وأردنياً وهذا ما جعل ترامب في انفعال شديد وليعلن أن أمريكا ستتدخل وتحتل غزة وتمارس هي التهجير كما تصبح هي الحل لما يعرف بـ«اليوم التالي».. لعله يؤكد كل هذا تصريح لوزير الخارجية الأمريكي أو «الترامبي» بأنه لم يكن يعرف شيئاً مما أعلنه «ترامب» إلا عبر مشاهدته في التليفزيون.
كل هذا يؤكد أن ترامب أراد من كل هذه الضغوط إجبار مصر والأردن على التهجير إلى بلديهما أو القيام بالمهام والعمليات الأمنية في غزة لصالح "إسرائيل" وبما تتطلب المهمة من وحدات أو ألوية قتالية.
وحين رفض البلدان القيام بمهام أمنية "إسرائيلية" اندفع المتهور والمجنون «ترامب» إلى إعلان الدخول والتدخل الأمريكي.
إذا كان الديموقراطي «بايدن» أراد التهجير الطوعي من خلال الجسر العام الذي ربطت مهمته بالجانب والمساعدات الإنسانية في الإعلام فالمتطرف اليميني الجمهوري «ترامب» يفرض التهجير القسري حتى لو تطلب ذلك تدخل أمريكا وهو يستدعي حل إبادة السكان الأصليين في أمريكا «الهنود الحمر» فيمارس المزيد من حرب الإبادة، فالإبادة هي الحل والتهجير مجرد مكمّل للحل.
ما حدث تجاه مصر هو الاستعمال كاستعمار كما منظور ترامب للحل في غزة وعلى مستوى فلسطين هو ذاته المنظور الاستعماري للهنود الحمر في أمريكا.
ما يؤكد هذا التداخل في التخبط الأمريكي -"الإسرائيلي" هو تصريح «لنتنياهو» يقول فيه إن السعودية بمساحة قارة ويمكن إقامة وطن للفلسطينيين ودولة مستقلّة داخل السعودية.
لا يمكن أن يكون ترامب فكر في هذا البديل «النتن» كما لمصر و الأردن أن يفكر -مجرّد تفكير- في مقترح كهذا، وبالتالي فهذا لايقدم إلا من «النتن» أو من« ترامب».
فمجرد إدخال السعودية بين بدائل الوطن البديل للشعب الفلسطيني يؤكد التخبط "الإسرائيلي" -الأمريكي وهما واحد.
كأنما "إسرائيل" بجيشها المنهك لم تعد قادرة على خوض حرب من «أجل اليوم التالي» وتريد من العرب أن يقوموا نيابة عنها بالحرب ضد الشعب الفلسطيني أو أن يفرض لهم وطن بالسعودية ولم يجد ترامب العاشق للنتن حتى الثمالة إلا التبرع بأن أمريكا هي من سيقوم بالمهمة.
هل لازالت غزة وقد مورست ضدها أبشع إبادة جماعية في التاريخ وسويت بالأرض بحاجة لأسلحة أكثر إبادة وفتكاً ودماراً؟ وإذا كانت أم القنابل الأمريكية الترامبية لم تجد ولم تجبر الفلسطينيين على الهجرة فهل سيستعمل «ترامب» النووي لإبادة الشعب الفلسطيني؟
نقول لترامب وهو يعود ويعيدنا إلى حل إبادة الهنود الحمر بأن الشعب الفلسطيني بات يستوعب إبادة الهنود الحمر كحل كما يستوعب تكرار ومراحل التهجير منذ 1948م وهو ببساطة بات يفضّل الموت على القبول بالتهجير.
ولذلك فإذا ترامب يقدّر أن تزويد الكيان الصهيوني بأحدث وأفتك الأسلحة سيرهب الشعب الفلسطيني فالحل لم يعد ما يؤتى به من الأردن أو مصر أو حتى من السعودية، ولهذا الترامب إبادة الشعب الفلسطيني إن كان يستطيع لأنه لم ولن يجد حلاً غير ذلك، فهل بقي من يمنع هذا الحل والجنون «الترامبي»؟!

أترك تعليقاً

التعليقات