تجاوزنا التوقع وخيارنا «الوقوع»!
- مطهر الأشموري الجمعة , 5 سـبـتـمـبـر , 2025 الساعة 7:58:04 PM
- 0 تعليقات
مطهــر الأشمـوري / لا ميديا -
هناك مثل يقول: "التوقع أشد من الوقوع"، ومجرم العصر "النتن" كأنما يعمل ويتعامل على أساس هذا المثل.
فخلال قرابة العامين وهو يهددنا بإعادة السيطرة على غزة وإعادة احتلال جنوب لبنان وتحويل بيروت إلى غزة، وأخيراً فرض "إسرائيل الكبرى" على المنطقة واحتلال أراضٍ إضافية من الدول العربية من لبنان وسورية والأردن ومصر والسعودية وربما غيرها.
لعله بهكذا تعامل يظن أنه بذلك يضعنا تحت التوقع المخيف أو تحت الخوف بالتوقع.
دعونا نسأل: لو أن هذا "النتن" كان قادراً على أن يسيطر على غزة أو على احتلال جنوب لبنان، فلماذا لم يفعل ذلك خلال عامين من الحرب؟!
لا يوجد سبب أو مبرر لعدم فعل ذلك؛ إلا كونه عاجزاً ولا يزال، واقتحامه لمدينة رام الله، التي هي مقر ما تُسمى السلطة الفلسطينية، يؤكد أن عجز "النتن" هو فقط ما يمنعه من اقتحام أو سيطرة أو احتلال؛ لأنه لا يمكن القول إن هذا المجرم "النتن" يجب أو يحترم حماس وغزة أكثر من السلطة الفلسطينية ورام الله.
أفضل ما يقال لهذا "النتن" هو أننا تجاوزنا التوقع الخفيف أو المخيف، ولم يعد أمامك لإثبات قدراتك غير السيطرة على كل الأماكن والمساحات التي تريد، وتنشئ "إسرائيل الكبرى" في ظرف أسبوع أو في ستة أيام، والأمر لم يعد يحتاج تهديداً ولا وعيداً.
إما أن تنفذ بمعيار الأيام الستة وإلا فلتخرس وتتوقف عن نباح التهديد والوعيد الذي بات مجوناً لا يشبع الكيف وجنوناً فوق أي كيف أو تكيف.
كل ما يمارسه من تدمير وإجرام وإبادة وما يطمع إليه من توسيع الاحتلال وإقامة "إسرائيل الكبرى" ونحو ذلك، لن يحقق المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، وسيفضي إلى أفعال وتفعيل مقاومة غير مسبوقة في التاريخ البشري.
هبة ونجدة الأساطيل والقوى الأمريكية الغربية تؤكد عجز هذا الكيان اللقيط عن مواجهة شعب غزة الأعزل و"طوفان الأقصى" بإمكانات بسيطة بل وبدائية، ولهذا فهناك فرق بين أن تهدد "إسرائيل" بقوى الاستعمار الغربي الأمريكي الإمبريالي، وأن تهدد من ذاتها أو بذاتها.
ولهذا فإننا أيضاً كشعوب بحاجة إلى تبني وبناء مقاومة لمواجهة الاستعمار الأمريكي الغربي الإمبريالي، وحديث النتن الوقح هو بمثابة دعوة لكل شعوب المنطقة إلى الشروع في مشروع جديد ومتجدد وفاعل للمقاومة لمواجهة الاستعمار الأمريكي الغربي؛ لأنه إذا انتهى هذا الاستعمار أو أنهي فإن "إسرائيل" كما تسمى أنهيت وأزيلت بالتلقائية.
أمريكا تفكّر بالقضاء التام على المقاومة ومحور المقاومة، كتجديد لمشروعها الامتدادي للمشروع القديم، والكيان اللقيط يمارس ما يتصورها بطولات وأوهام من هذه الترهات الأمريكية، وأمريكا ذاتها لم تعد أهلاً لأحلام كهذه، وشعوب المنطقة ترفضها وتلفظها فوق أوضاع وتموضعات الأنظمة من أرضية المتراكم الأمريكي حتى وصلت إلى الأمركة والصهينة كمسير ومصير.
مسار التاريخ والحركة التاريخية ستبلور الخيار الحاسم لشعوب المنطقة في مواجهة المتراكم الاستعماري بأي جديد يصوره وبأي تجديد تحمل كل جرائمه وإجرامه التاريخي في حق أبناء وشعوب المنطقة.
غزة لن تستسلم، وحزب الله لن يسلّم سلاحه، وإيران بثباتها وإيمانها هي أقوى حتى من قوة أمريكا. وإذا كانت غزة بصمودها الأسطوري قد فضحت عجز كل قوة الغرب وليس فقط "إسرائيل"، فها هو اليمن ألحق بأمريكا وبريطانيا وبقية الاستعماريين هزيمة مذلة في البحر الأحمر هي أقرب للهزيمة المذلة التي تجرعتها الولايات المتحدة من الفيتناميين.
بعد كل هذا فإن الحديث عن "إسرائيل كبری" مجرد بجاحة ووقاحة؛ لأنه حتى لو أصبحت كل الأنظمة عميلة متأمركة متصهينة، وليس فقط بعضها أو معظمها، فالشعوب بالتلقائية لن تجد خياراً هو بالتلقائية مسارها ومصيرها غير خيار إنهاء الاستعمار الأمريكي الغربي بمتراكمه وبأوكاره وبكل شعاراته وتشعباته.
لعلنا ننصح الكيان اللقيط والمؤقت أن يستعجل فرض "إسرائيل كبرى" اليوم وليس غداً، وهو بذلك لم يعد يحتاج لمفاوضات حول غزة، ولا لتعديل وتكييف خطة نزع سلاح حزب الله، فالتفاوض حول غزة والتعديل لمخطط نزع سلاح حزب الله هو إما من عجز وإما من ضعف، وكلاهما واحد.
غزة لن تستسلم، وحزب الله لن يسلم سلاحه بأي تعديلات، وليس أمام المجرم النتن بأمريكا وأوروبا غير فرض "إسرائيل كبرى".
لم يعد أحد في المنطقة يصدق مثل أو حكاية أن التوقع أشد من الوقع، وخيارنا بات الوقوع، وفي ظل ذلك لا يحتاج لكل تهديد ووعيد "النتن"!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري