الانفضاح الاستراتيجي الأمريكي قادم!
- مطهر الأشموري الثلاثاء , 28 أكـتـوبـر , 2025 الساعة 1:32:01 AM
- 0 تعليقات

مطهر الأشموري / لا ميديا -
قال النظام السعودي بالحرف: نعم، نحن صنعنا الإرهاب؛ ولكن بطلب أمريكي... وبالطبع لن يقول: بأمر أمريكي!
باكستان أيضاً قالت مثل ذلك.
هذا يؤكد ببساطة أن دولاً كالسعودية وباكستان وغيرهما كانت الدول المصنعة للإرهاب، بطلب (أو بأمر) أمريكي، وذلك يؤكد أن أمريكا هي المصممة والمصنعة لـ"الإرهاب"، وهي تمتلك استراتيجية لاستعمال واستثمار هذا "الإرهاب" عالمياً، وأن الآخرين كانوا مجرد أدوات للصناعة والتصنيع الأمريكي.
عندما ننظر إلى المشهد السوري وحالة غزة نفهم مدلول الحرب أمريكياً بالإرهاب على سورية، ونفهم استثمار عنوان "الحرب ضد الإرهاب" في حالة غزة، وهذا متبنى في الاستراتيجية الأمريكية.
منذ حرب أفغانستان وتفتت الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة، فإن أمريكا جعلت العالم المسرح العام الحي لحروب ممسرحة، وبلغت ذروة المسرحة في أحداث سبتمبر/ أيلول 2001، وكل العالم بات يعرف، بل ويؤمن أن أحداث منهاتن 2001، كانت مجرد مسرحية، ولا بد أن يكون ضحاياها أمريكيين (من غير اليهود) للانتقال إلى الأهم في تفصيل الاستراتيجية الأمريكية في العالم.
ومثلما فرضت أمريكا على أنظمةٍ ودولٍ تصنيع الإرهاب لصالحها وتنفيذ استراتيجيتها، فقد فرضت على دول أخرى أن تصنع فيها ما تمثل أسلحة الحروب الجرثومية، كما أوكرانيا ودول أفريقية وأخرى؛ ولكن هذه الدول لا تعرف هذه الأسلحة ولا دور لها في التصنيع كما في حالة الإرهاب، وهذا جانب مما أعد للاستراتيجية الأمريكية وكل الأوبئة التي مر بها العالم، مثل الإيدز وجنون البقر وإنفلونزا الطيور وصولاً إلى "كورونا"، هي وجه الحروب الأمريكية على العالم.
هذه هي الرأسمالية، وهي الدولة العميقة في أمريكا. وهذه التصرفات غير المسبوقة في تاريخ أمريكا، واختلاق وضجيج هادر بين الثنائي ترامب – بايدن، ربطاً بالثنائي السياسي الحزبي (الديمقراطي ـ الجمهوري)، هو أساساً للتغطية على انفضاح ثنائية الإجرام الأمريكية، وهي الأسوأ في التاريخ البشري، وهما الإرهاب والأسلحة الجرثومية. والطبيعي أن يتعامل العالم مع هذه الثنائية بحسابات المصالح الآنية؛ لأن تحميل بايدن والحزب الديمقراطي مسؤولية الحرب في أوكرانيا هو لصالح روسيا، وليس من مصلحة روسيا اعتراض وتوضيح أو تفكيك ما تعرفه وما تعيه.
دائماً ما تطرح روسيا أن الغرب الاستعماري الإمبريالي بقيادة أمريكا فشل في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في أوكرانيا. وهذا صحيح بالتأكيد؛ ولكن الاصطفاف العالمي المناوئ لأمريكا كأنما لا يريد -بحساباته وباستراتيجيته- التركيز على الانفضاح الاستراتيجي لأمريكا، بل ويفضل مسايرة أمريكا في معالجة وترميم هذا الانفضاح استراتيجياً، فاستمرار الصراع سيوصل هذا الانفضاح الأمريكي الاستراتيجي إلى أمر واقع عالمياً، والتعاطي والتركيز على هذا الموضوع إعلامياً وسياسياً لا يخدم الهدف الأبعد والأهم.
خلال توديع الرئيس الروسي له في مطار موسكو، قال له الرئيس الصيني بصوت مرتفع عمداً: "أنا وأنت سنغير العالم في المائة عام القادمة".
بين ما يعنيه هذا أن البلدين لا يريدان حرباً عالمية مباشرة، ولا يريدان كذلك استفزاز أمريكا لتدفع إلى هذه الحرب العالمية، وعمد أو تعمد عدم التعاطي مع الانفضاح الاستراتيجي الأمريكي قد يكون متصلاً أو مرتبطاً بأبعاد أو حسابات من هذا النوع والمستوى.
إننا في منطقتنا لم نعش فقط هزائم أنظمتنا، بل من الواضح أن أنظمتنا تجتهد في إلحاق الهزيمة بالشعوب، ليصبح الكل انهزاميين "وما فيش حد أحسن من حد". ولا يعرف كثيرون أن صراع المصالح في القطب الشمالي بات الأهم منه فيما يسمى "الشرق الأوسط"، ومع ذلك لم تعد أمريكا -وليس فقط النتن- من يشكل هذا "الشرق الأوسط"، بل إن الصراع العالمي وشعوب المنطقة هما من سيشكلانه، ومن أي وضع أو تموضعات. ومن لم يفهم أو ما زال لا يعي "الانفضاح الاستراتيجي الأمريكي المعتمل" يجدر به أن يتوقف عن الببغاوية في بدائل تهريج وهرجلات أمريكية لن تطول، وهي قريباً أو حتماً ستزول










المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري