الحرب في لبنان تفعيل «مثلث الشر»!
 

مطهر الأشموري

مطهر الأشموري / لا ميديا -
الدولة والحكومة في لبنان خضعت ببساطة للإملاءات الأمريكية - "الإسرائيلية" و"السعودية"، دون اكتراث بمصلحة لبنان ولا بأمن لبنان ولا بمستقبل لبنان، وما يخالف "اتفاق الطائف" والدستور اللبناني.
لم تستطع الحكومة اللبنانية مجرد تأجيل قضية شديدة الحساسية والتأثير، وهي نزع سلاح حزب الله، الذي لم يُستخدم تجاه الداخل، وإنما لمواجهة العدو والعدوان "الإسرائيلي" الذي وصل إلى اجتياح بیروت عام 1982.
إنجازات لبنان لم تقتصر على عدم تكرار اجتياح لبنان، وإنما تحرير لبنان من جيش لحد المشكل "إسرائيلياً". ولبنان كان الدولة العربية الوحيدة التي حررت أرضها بالقوة، وكان الفضل في ذلك للمقاومة، حزب الله وحركة "أمل" تحديداً، فكيف ولماذا ينتقل وبهذا التسرع والتسريع إلى تفعيل ما تريده "إسرائيل"، ربطاً بأمريكا والنظام السعودي، رغم معرفة الحكومة اللبنانية باستحالة قبول المقاومة وعلى رأسها "حزب الله" تسلیم أسلحتها؟!
الحكومة اللبنانية بقبولها الوصاية "الإسرائيلية" قررت السير في حرب أهلية لبنانية. وهذا الخيار يرتكز على أن المثلث (الأمريكي ـ "الإسرائيلي" ـ السعودي) هو الذي سينتصر وينتصر لخيار الحكومة حتى ولو باقتلاع مكون مجتمعي وسياسي معروف (الطائفة الشيعية).
وبهذا يكون "مثلث الشر" نجح في جرّ لبنان إلى حرب أهلية؛ ولكن نتائج هذه الحرب المفروضة أو المحتملة لن تكون بالسهولة أو البساطة كما يقدمها أو يتخيلها "مثلث الشر" الأخطبوطي.
لستُ أبداً مع حرب أهلية في لبنان؛ ولكن الحكومة اللبنانية والرئيس اللبناني كأنما لم يتركا للمقاومة غير هذا الخيار؛ فماذا سيحدث إذا رفضت المقاومة تسليم سلاحها؟! هل سيستخدم الجيش اللبناني القوة لإجبار المقاومة على تسليم سلاحها؟!
إذا رفضت المقاومة تسليم سلاحها، وإذا استخدم الجيش اللبناني القوة لإجبار المقاومة على تسليم سلاحها ولم يمثل ذلك حرباً أهلية؛ فماذا تكون الحرب الأهلية؟!
المسألة -إذن- ليست في موقف المقاومة، وإنما في ما سارت إليه الدولة أو الحكومة اللبنانية، وبالتالي إذا كانت هذه الدولة أو الحكومة قادرة على تجنيب لبنان الحرب الأهلية فنحن مع ذلك؛ ولكن خيار الحكومة هو الذي أعدم تقريباً أي بدائل أو سبل للحيلولة دون حرب أهلية، فهل تثق الحكومة بقدرة الجيش على نزع سلاح المقاومة بدون حدوث حرب؟!
إذا قبلت المقاومة ـافتراضاًـ تسليم سلاحها، فماذا بعد ذلك لبنانياً و"إسرائيلياً"؟ وهل بمقدور الجيش الدفاع عن أراضي لبنان بمستوى تفعيل المقاومة؟!
حتى الذين يتحدثون عن إمكانية "حوار وطني" لمقاربة وطنية وتصويب أخطاء، إنما يقدمون "تعشمات" ينطبق عليهم المثل الذي يقول: "عشم إبليس في الجنة"، فالمشكلة ليست في رئيس لبنان، ولا في الحكومة اللبنانية؛ ولكنها في "مثلث الشرّ"، وقد بات هو الحاكم لرئيس لبنان ولحكومة لبنان.
"مثلث الشرّ" هذا قرّر ببساطة إنهاء المقاومة من وفي لبنان، وهذا يقطع الطريق البتة على أي خيارات أخرى، بما في ذلك ما يتحدث عنه البعض مثل عنوان "الحوار الوطني".
الحرب الأهلية في لبنان هي الخيار الأساسي والأهم لحاكم الحكومة اللبنانية: "مثلث الشر"؛ لأن هذا يضعف المقاومة ويدفعها إلى صراعات داخلية تستنزفها وتضعفها، ولذلك فالمقاومة ترفض فقط تسليم سلاحها؛ ولكنها لا تريد صراعات داخلية ولا حرباً أهلية.
والمقاومة من رفضها تسليم سلاحها ستمارس حق الرفض والدفاع عن نفسها عندما يؤتی إلیها -افتراضاً- لإجبارها على ذلك؛ فهل مثل هذا المعيار أو السقف سيمنع الحرب الأهلية في لبنان أو يعطيها عنواناً آخر غير العنوان الكبير كحرب أهلية؟!
في ظل إملاءات من "مثلث الشر"، ماذا بمقدور الحكومة اللبنانية أن تعمل؟! وماذا بمقدور المقاومة أن تعمل؟! لا تملك الحكومة غير تنفيذها، ولا تملك المقاومة غير رفضها.
هذا ما ننتظر متابعته في الأسابيع والشهور القادمة. والسقف المحدد أو المتوقع هو حتى نهاية العام الحالي، والتشاؤم بات أكثر وأعلى من التفاؤل، ونرجو ونتمنى كل الخير للشعب اللبناني الشقيق.

أترك تعليقاً

التعليقات