المشهد الصيني قدم أمريكا معزولة عالمياً.. ترامب والنتن.. «عمياء تخضب مجنونة»!
- مطهر الأشموري الأربعاء , 10 سـبـتـمـبـر , 2025 الساعة 1:08:12 AM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
كل ما يجري في غزة ولبنان وسورية، واستمرار التهديد لإيران، سببه أن أمريكا والكيان اللقيط يعيشان -بمعيار المستقبل القريب والمتوسط- أزمات وانهزامات على مستوى العالم، وبمعايير المتغير والمستقبل.
ومن حقيقة هذه الأزماتية القائمة والقادمة أمريكياً فإن أمريكا في أمسّ الحاجة إلى صورة نصر، وباتت مقتنعة بأن تحقيق صورة نصر إلا في المنطقة.
من واقع هذه الأزماتية الأمريكية القائمة والقادمة جاءت عناوين صراعات ومشاريع صراعية في منطقتنا بأي مد أو امتدادات، فما يجري في الضفة الغربية وحتى في سورية ولبنان واليمن وإيران، هو أرضية الأوهام الأمريكية - الصهيونية لصورة عالم هو في حالة تثوير ضد طغيانهم وجبروتهم.
والطبيعي في ظل تموضع الأزماتية أمريكياً أن يطرح الكيان اللقيط بـ»النتن» كل أحلامه لمشاريع تكون صورة نصر لأمريكا عالمياً، ومنها أو على رأسها «شرق أوسط جديد» و»إسرائيل الكبرى».
عندما يتصل رئيس أمريكا ترامب، بالمجرم «النتن»، ويطلب منه سرعة الانتهاء من حرب غزة بأقوى ما لديه من قوة، فهذه الحالة الانفعالية تقدم بكل وضوح الأزماتية الأمريكية.
قد تكون مشاريع مثل «شرق أوسط جديد» أو «إسرائيل كبرى» فكراً وتفكيراً صهيونياً ومشاريع نظرية «إسرائيلياً»؛ ولكن طرحها إعلامياً وسياسياً قبل أن يكون واقعياً هو معطى للأزماتية الأمريكية، وبالتالي هي رد فعل على المتغير العالمي الضاغط للتحرر من الاستعمار الأمريكي، وذلك يجعل أي محاولة لتنفيذها مجرد مغامرة.
المرجح والأرجح هو عجز التنفيذ، وذلك سيكون إضافة تدميرية لحالة التوازن المتبقية أمريكياً.
اجتماع قادة منظمة «شنغهاي» للتعاون، واحتفال الصين بالذكرى الـ80 لانتصارها على الاحتلال الياباني، قدم الأزماتية القائمة أمريكياً لكل العالم، وبدا الإعلام المتصهين المتأمرك على مستوى المنطقة والعالم مهزوزاً بمستوى المهزوم، وكأن الإعلام المتصهين المتأمرك في منطقتنا أزماتيته وانهزامه أكثر من أمريكا و»إسرائيل» معاً.
كأنما الصين استضافت كل العالم من خلال ما قدمه المشهد من وثوقية ومهابة واحترام فوق الصراعية العجية التي تمارس أمريكا من أرضية أزماتيتها ومستوى انهزاميتها.
فالصين ببساطة يحترمها كل العالم؛ لأنها تحترم كل العالم، وهي تطالب بحوكمة وبعدالة عالمية تتعايش فيه كل شعوب وأمم العالم، بدون استعلاء وبدون جبروت أو طغيان كما مارس الاستعمار الغربي، وباتت أمريكا كأنما لا تستطيع بدونه العيش أو الحياة.
أكبر خطيئة لأمريكا في ظل ترهلها وعجزها معاً، وفي ظل متراكم أزماتيتها، هو محاولة فصل أو عزل المنطقة والمنطق العام في متغيراته وفي صراعيته، وذلك ما يعنيه مجرد تفكير في «شرق أوسط جديد» أو «إسرائيل كبرى» ونحو ذلك.
حتى الوعي العالمي شعبياً تغيّر كثيراً لصالح الحق ومع الحقائق والحقوق. وفي ظل ذلك فعناوين مشاريع مثل «شرق أوسط جديد» و»إسرائيل كبرى» تجاوزها الزمن، ولم تعد قابلة للتنفيذ، حتى وإن كان تفعيل القوة والجبروت والإجرام والإبادة الجماعية يقدم ما هو غير ذلك أو ما يغاير ذلك.
ترامب اختزل الاجتماع في الصين والمشهد الصيني العام بأنه مؤامرة على أمريكا من رؤساء الصين وروسيا وكوريا الشمالية.
أعجبني محلل صيني ضليع في رده على ترامب حين قال له إن استعمال مفردة «مؤامرة» هو «إسقاط نفسي لأمريكا من التآمر في كل تاريخها، فيما الشرق يحمل ثقافة غير تآمرية، وكان لك أن تقول بأن مشهد الصين هو تحدٍّ وليس تآمراً».
يفترض أن ترامب ومراكز البحث الأمريكية تعي أن اتفاقية «سايكس بيكو» بعد الحرب العالمية ركزت وارتكزت على ما بات يُسمى «الشرق الأوسط»، وعلى ما يراد تحويله إلى ما تُسمى «إسرائيل كبرى».
والمستحيل أن تقبل القوى العالمية الخيرة، وأبناء وشعوب المنطقة، مثل هذه المشاريع وفي هذا الوقت، فمثل هذه الترهات المتخلفة عن ديناميكية العصر لم يعد الاستعمار الغربي الأمريكي في أهلية لها، ولم تعد المنطقة وفق المنطق تقبل بها كما حدث في التعامل مع «سايكس بيكو».
تأملوا المسؤولية والخطاب المسؤول في خطاب الرئيس الصيني حين قوله: «أمام العالم أن يختار السلم أو الحرب»، وبالتالي فالرئيس الصيني ترفّع عن التذكير بالمتراكم الاستعماري الغربي الأمريكي في التآمرات، ووضع العالم أمام واجبه ومسؤولياته للسير في السلم، وألا يقبل باستعماله كوقود في حروب وأطماع الاستعمار القديم والجديد.
المشهد في الصين قدم أمريكا معزولة عالمياً، ولذلك فالثنائي «ترامب ـ النتن» بات ينطبق عليهما مثل يمني شهير: «عمياء تخضّب مجنونة»!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري