الإسناد.. فكرة عبقرية
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
بعد سنة ونصف من الحرب، الإبادة، مئات آلاف الأطنان من الذخائر، تدمير شامل لمساحة جغرافية صغيرة، لم تستطع «إسرائيل» القضاء على حماس وحركات المقاومة.
هي لم تتمكن أيضاً من القضاء على حزب الله، رغم النجاح الاستخباري الكبير. في بداية الحرب على لبنان سألني مقربون عن مصير المعركة، فأجبتهم أنه لا أحد سيرفع الرايات البيضاء، لا في غزة ولا في لبنان. هذا ما حصل.
بنيوياً، تختلف غزة وشمال اليمن حيث سيطرة أنصار الله عن لبنان (والعراق) الكيان القائم على توازنات طائفية وعلى توازن نفوذ إقليمي ودولي قادر على تقويض البلد وتفتيت صيغته بسهولة.
الإسناد كان فكرة عبقرية تقي لبنان تقويض الصيغة التي تحميه، وتسمح للحزب بالقيام بواجبه تجاه القضية الفلسطينية.
إن الجمع بين مسؤولية الحفاظ على البلد والمسؤولية الشرعية والأخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلسطينية جعلت الحزب يأخذ أضرار حرب الإسناد والحرب الموسعة لاحقاً في صدره وصدر بيئته وقد بقي الحزب موجوداً بعد هذه المعركة الكبرى مع الغرب الجماعي والتركيبة الإقليمية الوظيفية التي تعمل مع «إسرائيل» كأداة في تثبيت الهيمنة الغربية في المنطقة.
في هذه الجولة، بقيت حركات المقاومة، بقيت فكرة المقاومة، ولم ينجح الغرب بقفازه «الإسرائيلي» في أن يأخذ المنطقة نحو الاستعباد الشامل. قد تطوي المنطقة آنياً صفحة النضال المسلح؛ لكن الزمن لن يبقى راكداً والظروف الدولية الحاكمة ليست مؤبدة. وما يعنينا أن القلق «الإسرائيلي» من المستقبل سيبقى حاكماً لساسة «إسرائيل» ومستوطنيها. لقد خرجت قوى المقاومة حية بعد سنة ونصف من الحرب العالمية عليها.
 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات