نهاية «الجوكر»
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
كانت القوى الكيانية اللبنانية العراقية على موعد مع كنس الحزب والحشد من لبنان والعراق بعد ثورات الجواكر في كلا البلدين، باعتبارها الوجه السياسي لأعنف فصول الهجمة الأمريكية الجديدة والتي كادت لولا حكمة الحزب والحشد أن تودي بالعراق ولبنان إلى حروب أهلية تمزق ما هو ممزق أساسا.
اليوم، ومع خفوت وهج الهجمة الأمريكية باستيعابها من القوى المضادة لها لسنوات ثلاث حتى خفتت مفاعيلها، ومع ما يظهر من سعي أمريكي حثيث لإنجاز تفاهمات مع طهران يعكس يأسا من تطويق الجمهورية وتطويعها، تجد القوى المحسوبة على الأمريكي نفسها مضطرة لأن تعلي سقف صراخها (الصدر في العراق) كي تحمي وجودها السياسي في المرحلة الضبابية التي تلف المنطقة، وهي وبأمر من مشغلها وبسبب طبيعة وجودها المستمد من القوة الأمريكية تستشعر الخطر، وقد تغامر بالتهديد بالحرب الأهلية، نظراً لاقتناعها بأن الطرف المعادي للولايات المتحدة لا يريد هذه الحرب أولا، ولترفع سعرها عند الأمريكي فلا يضحي بها.
الحرب الأهلية مع هذه القوى لن تفيد المقاومات فــــي الإقليم بشيء، سوى الغرق في مياه الكيانات الآسنة. هذه القوى التي تشتري الوقت منذ 40 عاما وتراكم أسباب القوة سوف تستمر بفعل ما تجيده. وأمر القوى الكيانية متروك للتراجع الأمريكي، شأنه شأن الكيان المؤقت المصاب هو الآخر بنوع من الهستيريا. هذه القوى ستكنسها حركة التاريخ؛ لأنها لم تستوعبها، بل هي تسير بعكسها، وهذا مكمن قلقها الحقيقي.
كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات