البوصلة!
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
من ينظر إلى فلسطين من زاوية أخلاقية/ إنسانية، يمكن أن تجده في صف عدوك حين يتعلق الأمر بسورية أو أوكرانيا أو لبنان أو أي ساحة أخرى من ساحات مقارعة الغرب.
يوم تحرير الراحل سمير القنطار، كان هناك واحد من الشخصيات الصحفية اللبنانية المرموقة حينها يرتدي قميصاً أصفر بلون راية الحزب، بعدها بفترة وحين بدأت الحرب الغربية على سورية ترك هذا الصحافي المنبر الذي يكتب فيه وبدأ يهاجم الحزب، قبل أن يحصل بعدها على تمويل غربي ويؤسس موقعه الخاص.
هذا واحد من الأمثلة الكثيرة. المقاربة الأخلاقية/ الإنسانية هي مقاربة تبسيطية وسطحية، وغالباً ما استخدمتها القوى الإمبريالية بشكل فعال خدمة لأجنداتها التوسعية.
فلسطين هي قضية سياسية. المسألة العربية عموما هي مسألة سياسية. السؤال الوحيد الذي يمكنك من فهم الاصطفاف الحقيقي للأفراد والحركات عموماً هو سؤال: الاستقلال/ التبعية.
لا يمكن لإنسان مستلب بالكامل وحامل لراية الأيديولوجية الغربية من التبشير بالليبرالية والديمقراطية في دول تابعة، إلى خطاب الحقوق الغربي بكل تفرعاته، أن يكون معك في الخندق ذاته تحت عنوان مضلل ومهلهل هو «البوصلة». بوصلة إيش يا حبيبي؟ فلسطين ليست بوصلة. البوصلة هي الحروب التي تخاض في طول المنطقة وعرضها مع الغرب التوسعي الاستعماري. الحرب على غزة هي إحدى حلقات هذه الحروب. والمسألة الوطنية الفلسطينية هي فرع من مسألة أكبر هي مسألة استقلال المنطقة وتأميم مواردها وتحقيق التنمية لأهلها.

كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات