السعودية.. من فشل إلى آخر!
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
من اغتيال خاشقجي الفج وتداعياته، إلى خطف رئيس وزراء لبنان وإجباره على الاستقالة، مروراً بحصار قطر، ومحاولة الانقلاب في الأردن، وصولاً إلى رفع السقوف للخروج من الحرب على اليمن، وانتهاءً بتفكيك تيار المستقبل الواجهة السياسية للطائفة السنية في لبنان لأكثر من ثلاثة عقود، تسير السعودية مع ولي عهدها من فشل إقليمي إلى آخر.
ولي العهد الذي اشترى عرشه بنصف تريليون دولار دفعها لترامب سمحت له بإقصاء خصومه وتفكيك آليات تشكيل السلطة في السعودية ليتوج أميرا ذا صلاحيات مطلقة في المملكة، لم يكتف بتفكيك آليات إنتاج السلطة، بل تعداها لفك التحالف الملكي مع «الوهابية» كقاعدة دينية اجتماعية أسهمت في استقرار الحكم في السعودية لعقود خلت، كما شكلت مع المال النفطي الوفير أداة السعودية في إنتاج الجيوش الجهادية التي خاضت معارك واشنطن من أفغانستان إلى الشيشان وسوريا وليبيا، ما أضاف للسعودية أهمية مركزية في سلم ترتيب حلفاء واشنطن.
بهذا التحول يطمح ولي العهد إلى دفن صورة السعودية القديمة لينتج سعودية جديدة على شاكلة الإمارات أو قطر.. كيان رشيق ووظيفي برغم الاختلاف من حيث الديموغرافيا والمساحة والإرث التاريخي والرمزية الدينية للسعودية ورأس سلطتها باعتباره خادماً للحرمين الشريفين.
وبعد، يبدو من الإعفاء الذي ناله لبنان في ما يتصل باستيراد الكهرباء الأردنية وما يحكى عن إعفاء مثيل في ما خص الغاز المصري وعن حلحلة مرتقبة في ما خص ترسيم الحدود البحرية وبدء التفاوض مع صندوق النقد، أن ضغوط الولايات المتحدة الكبيرة بقيت تحت سقف الحفاظ على الكيان اللبناني، كذلك ردود خصومها.
مساحة الصراع بين الولايات المتحدة وإيران وروسيا في المنطقة اليوم تخاض ببرودة وبالنقاط، والضغوط بين أطراف الصراع لا تصل إلى حدود الكسر إلا عندما يتخطى أحدهما خطوط الآخر الحمراء. ما يجري هو درس في كيفية خوض الصراعات السياسية الدولية بنفس طويل، وأول من يحتاج لفهم هذا الدرس والاستفادة منه هو ولي العهد السعودي، مع يقيني بعدم أهليته للتعلم بعد كل مغامراته الإقليمية الفاشلة والمستمرة بفعل الموارد النفطية الكبيرة للسعودية.
هيبة السعودية الإقليمية وهالتها التي بقيت لعقود تشظت في زمن قياسي بفعل طيش أميرها.

أترك تعليقاً

التعليقات