التهديدات السعودية الجوفاء
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
حاولت السعودية إشعال حرب أهلية في لبنان في العام 2017 عندما احتجزت رئيس الحكومة وأجبرته على الاستقالة وفشلت محاولتها. حاولت مرتين ثانيتين في كميني خلدة والطيونة وفشلت كذلك.
يجب أن تدرك القيادة السعودية أن من راكم قوة على مدى 40 عاما في الساحة اللبنانية وأضحى رقما صعبا في الإقليم لا يمكن شطبه بكمين سياسي أو عسكري.
إن جوهر التصعيد السعودي الأخير هو الاعتقاد بإمكانية حصول مقايضة بين لبنان واليمن، وهذا يعكس فهما قاصرا لطبيعة علاقة؛ إن كان الحزب في لبنان أو الأنصار في اليمن بإيران، هي علاقة لا تشبه بالتأكيد علاقة السعودية بتوابعها على امتداد جغرافيا الإقليم العربي.
الخسارة العسكرية في اليمن لا يمكن أن تعوض بتهديد لبنان الذي أفقدته استراتجية الولايات المتحدة الأمريكية الرامية إلى إعادة ترتيب المنطقة دوره بشطب مرفئه ومصارفه. تبدو والحال هذه التهديدات الخليجية مضحكة سواء بمغادرة الرعايا غير الموجودين أساسا، أو بسحب ودائع سحبت منذ زمن. تبدو مفاعيل هذه التهديدات كمفاعيل القنابل الصوتية.
السعودية التي أعدمت زعيم "سنة لبنان" ماليا، وهي اليوم تبيع مؤسساته وعقاراته بالمزاد العلني لاستيفاء ديونها، أرادت جر السنة إلى صدام أهلي مع "حزب الله" على غرار ما حدث في سوريا والعراق في مواجهة محسومة النتائج سلفا.
تعجز أدوات السعودية الميدانية في لبنان عن تحقيق رغبة الأخيرة بجر الحزب إلى مواجهة عسكرية واسعة، كما أن قيادات "السنية" في لبنان أعقل من جر طائفتهم إلى فصل جديد من فصول المحرقة التي طالت سوريا والعراق.
إلى ذلك، يبدو وريث العرش السعودي اليوم مغردا خارج السرب الأمريكي سواء في لبنان أو فيما يخص أسعار النفط في العالم. الأمير الباحث عن دور منوط أمريكيا بأولاد زايد اليوم، والغارق في حرب أفقدت السعودية هيبتها في الإقليم يظهر اليوم كدب أعمى وهو إلى جانب مآزقه الخارجية يبدو أنه يأخذ السعودية ذاتها إلى مستقبل لا يبشر بالخير.
* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات