محور المقاومة
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
برغم كونها أكثر القوى الإقليمية استقلالية، إيران ومنذ العام 2015 لم تعد اللاعب الأوحد في غرب آسيا.
الشراكة الإيرانية -الروسية التي بدأت في العام 2015 من بوابة سوريا، والشراكة الإيرانية -الصينية التي بدأت كذلك من بوابة سوريا، تحديدا من الحدود العراقية -السورية التي كان سيضيف وصلها ببعض من قيمة لجغرافيا إيران كإحدى أهم حلقات مشروع «الحزام والطريق» وكبوابة إلزامية للصين نحو شواطئ المتوسط، هذا كله انتهى بداية العام 2020، وتحديداً لحظة اغتيال الجنرال قاسم سليماني.
اليوم، وفي ظل المواجهة الكبرى التي بدأت مع «الغرب الجماعي» تحتاج روسيا والصين من خلفها إلى تفاهمات ولو بالحد الأدنى مع تركيا والسعودية، وهما تقليديا كانتا أهم حلفاء واشنطن في المنطقة، إلا أن ذلك لا يجب أن يحصل على حساب الحلف مع إيران، ولكن بالتوازي معه.
التباينات الجيوسياسية بين هذه القوى الإقليمية، والبرغماتية الروسية -الصينية الضرورية في التعاطي معها والحصار الأمريكي الكبير للمنطقة يجعل من مصيرها مسألة مؤجلة أولاً، وهو يثقل حركة «محور المقاومة»، لأن هذا المحور الممتد من إيران إلى لبنان واليمن لم يعد اللاعب الوحيد في وجه الأمريكي في المنطقة، كما أن حركته لا يمكن أن تكون خارج منطق السياق الناظم لمجمل حركة الصراع في العالم بشكل عام، لأنها ستكون حركة في الفراغ، ولأن إيران على أهمية وثقل وزنها في المنطقة والعالم هي قوة دولية متوسطة.
* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات