رسائل أمريكية: «حربكم معنا»
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
التلميح بتجميد مبلغ الـ6 مليارات دولار المفرج عنها لإيران، تسريب نتائج حفر شركة «توتال» في البلوك رقم 9 في المياه الإقليمية اللبنانية، خفض قيمة سندات مصر السيادية قبلها، إضافة إلى الحضور الأمريكي العسكري المباشر عبر حاملات الطائرات... هي رسائل أمريكية إلى الجميع بأن هذه «حرب أمريكا»، وبأن أمريكا لن تتورع عن استخدام كل أسلحتها في سبيل منع انتصار خصومها في هذه الجولة، تماما كما حصل في بداية الحرب الأوكرانية.
يصطف الغرب كله ككتلة موحدة خلف الولايات المتحدة في هذه الحرب. وتبدو «إسرائيل» بعد صدمة العملية كقاعدة عسكرية كبيرة مشلولة. حضر الأمريكي حضورا مباشرا، فرض حكومة طوارئ مصغرة في الكيان، حضر وزير خارجيته، حضر وزير دفاعه أيضا، وكل دوائر القرار الأمريكية من الرئيس إلى أصغر دبلوماسي مشغولة بشيء واحد فقط منذ أسبوع، هو «هذه الحرب».
هناك استثمار غربي في المنطقة عمره 100 عام وأكثر، لن يضحي الغرب به في لحظة مصيرية من لحظات الصراع على إعادة اقتسام العالم.
تبدو «إسرائيل» اليوم جزءا من الجغرافيا الأمريكية، تبدو كولاية من الولايات المتحدة.
يغيب المستوى السياسي في الكيان كليا عن المشهد. يبدو جو بايدن رئيسا للكيان، وبلينكن وزيرا لخارجيته، وأوستن وزيرا لدفاعه... عند هذا الحد يجب أن نفهم أن تدخل حزب الله أو غيره من الأطراف الإقليمية يمكن اعتباره إعلان حرب على الولايات المتحدة، وعلى الغرب الجماعي برمته، وهذا سيجر المنطقة إلى ما يشبه الحرب العالمية المصغرة.
لكن ما المطلوب أمريكياً اليوم؟ وإذا افترضنا أن الأمريكي الغارق في الورطة الأوكرانية لا يريد حربا إقليمية كبرى، فما هو الثمن المطلوب لإيقاف المجزرة الممتدة منذ أكثر من أسبوع في غزة؟ الإفراج غير المشروط عن الرهائن؟ تغيير جغرافيا قطاع غزة؟...
الأمريكي يبحث اليوم عن ثمن مقبول لإيقاف الحرب، ولو كان أقل من حجم الضرر الذي طال الكيان في بداية العملية، ثمن يقي الكيان مفاعيل الأذى الكبير الذي طال جبهته الداخلية ويخفف حدة امتداده الزمني.

كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات