التقاطع المعجزة
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
المسألة اللبنانية ما كانت بعمرها مسألة «إصلاح وفساد». هذا كيان معاق بطبيعته، يعني بنيوياً هو عاجز وتابع ولا يعيش إلا بتقاسم ريوع بين جماعاته كانت تتأتى تاريخيا من أدواره الوظيفية في المنطقة.
الصراع في لبنان هو دائما صراع مركب، بمعنى أنه صراع القوى الخارجية على التموضع العام للبلد خدمة لاستراتيجياتها في المنطقة متمفصلا على صراع الجماعات الطائفية البيني على حصصها من الريع. وعليه تبدل هذه الجماعات تموضعاتها تبعا للظرف الأنسب لتحقيق حصتها من الريوع.
مسألــــة الحقــــوق/ العدالـــة الاجتماعية/ الصراع الطبقي/ توزيع الثروة، التي حملتها في فترة قوى اليسار، ثم حملتها بعد الـ90 المجموعات الليبرالية، هي عبارة عن هيجان سببه أفكار غربية مسقطة على واقع لا يمت لها بالصلة، وفي أحسن الأحوال لم تؤد هذه الحركات إلا إلى (fake orgasm) ولم تجعل من أصحابها سوى حمير عرس.
اليوم، ما الذي لم الشامي على المغربي؟! ما الذي جمع باسيل وجعجع وجنبلاط وريفي والتغييريين والأقرع والأشقر وياللي بروس وبلا روس غير أمر عمليات أمريكي مباشر؟!
إذا أحسنا الظن بباسيل يمكن أن نقول إن الرجل (وقبله عمه المسكونين بقضية واحدة هي هدم اتفاق الطائف بصفته اتفاقا سلب الموارنة كجماعة امتيازاتهم التاريخية في الكيان اللبناني) يلعب اليوم بالنسبة للولايات المتحدة دور «الأبله المفيد»، وهو دور لعبه سابقا في هجمة تفجير المرفأ والهجمة على حاكم مصرف لبنان، وهو يكرره اليوم بأدائه في الملف الرئاسي.
في كل الأحوال، هذا الفصل من التصعيد الأميركي المستمر بوجوه مختلفة من الـ2004 لن يمر، والجميع يدرك ذلك، وقوة الطرف المناهض للولايات المتحدة هي انعكاس لقوة أطراف إقليمية داعمة له متقاطعة مع قوى دولية وازنة، وعليه تبدو القصة كمحاولة «لتغطية السموات بالقبوات»، وعليه لا يبدو أن هناك حلا للمسألة اللبنانية حاليا خارج العقلانية التي تحملها المبادرة الفرنسية والعاكسة لموازين القوى الفعلية في المنطقة.

 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات