هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -

القاعدة تقول بأن يعمل وكلاء الامبراطورية عندها لا العكس، أي أن تعمل إسرائيل والكيانات الوظيفية في الخليج عند الأمريكي لا العكس.
أولى خطوات بايدن اليوم في السياسة الخارجية هي إعادة الانتظام السابق في المنطقة وفق هذه القاعدة التي قلبتها إدارة ترامب حيث افتقرت لاستراتيجية واضحة متوسطة أو بعيدة المدى في المنطقة.
ترامب الذي نظر إلى دول الخليج كمصدر للأموال التي تضخ في الاقتصاد الأمريكي الحقيقي، والذي عامل شق من إدارته الكيان الصهيوني من منطلق عقائدي فيما هو كان مهتماً بتأثير اللوبي الصهيوني في الانتخابات الأمريكية، في انعكاس واضح لقصر نظر الرجل الذي أتى إلى سدة الرئاسة من خارج نادي النخبة الصانعة للسياسات في الولايات المتحدة وكنتاج لأزمة الرأسمالية المالية التي وجدت تعبيرها في شعار "أمريكا أولا".
في السنوات الأربع الفائتة، افتقرت الامبراطورية لنخبها وكان سائس خارجيتها في المنطقة شاباً في مقتبل العمر هو زوج ابنة الرئيس.
تعود اليوم الأنتلجنسيا الأمريكية لتمسك بزمام الأمور وفي رأسها هدف واحد هو التهديد الصيني. أي انفراجة مرحلية في المنطقة كوقف الحرب على اليمن أو السعي مجددا لاحتواء إيران تندرج في إطار خدمة الهدف الأمريكي الكبير، أي تطويق الصين.
تحاول النخبة اليوم حشد الحلفاء والوكلاء خلفها بالترهيب والترغيب، وتسعى لإخماد التناقضات بينهم والصراعات الجيوسياسية التي فجرها انكفاؤها عن دائرة التأثير في السنوات الأربع المنصرمة.
تعود نخبة الأمريكية من عزلتها إذن إلى موقع التأثير في صناعة الأحداث، لكن عودتها مصحوبة بركود الاقتصاد العالمي وبأزمة داخلية عميقة، وهي إذ تحاول تفكيك بعض الألغام التي تستنزفها في الداخل والخارج، تحاول هذه المرة خوض حرب باردة مع الصين دون أن تملك دفع أثمانها، لذلك تسعى لخوضها بالشراكة مع الحلفاء في أوروبا والمحيط الهادئ.
يعيننا رسم هذا الإطار المختصر على فهم أي حدث سياسي يحصل في منطقتنا من خلال وضعه فيه.
أما نجاح أمريكا في مسعاها من عدمه، فتلك قضية أخرى.

كاتب لبناني.

أترك تعليقاً

التعليقات