النباحون!
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
لم يأخذ الأمريكي بعد خيار تفجير الوضع الأمني في لبنان. الحرب الحاصلة على لبنان هي من نمط الحروب الهجينة التي تخاض ضد سورية اليوم (حصار، إفلاس، حرب إعلامية، عقوبات، تفجير مرفأ، تجفيف موارد الدولة، تفكيك مؤسساتها، محاولة دمج اللاجئين...).
هي، بالمعنى العام، حرب استنزاف. تقديري أن الأمريكي لن يأخذ خيار تفجير الوضع الأمني إلا كخيار أخير، أي عندما تنفد جميع الخيارات الأخرى وتنقلب الأمور في المنطقة لغير مصلحته، وهو أمر لا يبدو قريباً في ظل توازن القوى الحاكم للوضع الحالي.
في ظل ترابط ساحات المواجهة في المنطقة هناك أثمان سوف يدفعها الأميركي في أكثر من ساحة وعلى امتداد جغرافيا المنطقة.
في هذه اللعبة الجارية، تبدو أحجام قوى محلية، كالقوات والكتائب، أحجاماً مضحكة من حيث تأثيرهم العام في مجمل مشهد توازن القوى، وهم رغم إعلانهم المتكرر استعدادهم ليكونوا أدوات أمريكية في حال قرر الأمريكي فتح المعركة مع خصومه في لبنان، فإن الأخير لم يعر استماتة هؤلاء لخدمته أهمية تذكر، وهو يدرك جهلهم السياسي التام وغباءهم منقطع النظير، ويكتفي حالياً بأن يلعبوا لصالحه دور «النباحين».

كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات