أسئلة على هامش عملية 7 تشرين
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
• هل ما بدأ في الإقليم يجري تحت القاعدة التي وضعها السيد خامنئي عشية اغتيال الجنرال قاسم سليماني، وهي «خروج الأمريكي من غرب آسيا»؛ بمعنى أن ما حصل هو أمر منسق ومخطط له مسبقا، واحتمالات تدحرجه موضوعة سلفا؟
أم أن المراد من العملية كان أقل من ذلك، وأن يد التاريخ تدخلت لتجعل العملية تنجح بهذا الشكل الكبير لدرجة تصعب على الولايات المتحدة تقبل نتائجها؟
• هل باتت الجبهة الأوكرانية جبهة مشاغلة لروسيا والصين تخوضها الولايات المتحدة فيما تهندس منطقة شرق المتوسط كما تشتهي بحصار اليمن وسورية ولبنان وإيران، وتفكيك مصر وبيعها، وإخضاع تركيا... وهذا مسار توج في قمة مجموعة دول الـ20 الكبار بمشروع الخط الهندي الأوروبي، وهو ترسيم استعماري جديد للمنطقة وتوزيع للموارد والوظائف فيها، بالتزامن مع حث الخطى على إنجاز تطبيع العلاقات السعودية - «الإسرائيلية»؟ ومعلوم أن منطقتنا هذه هي تاريخياً قلب العالم، من حيث كونها ممراً إلزامياً لطُرُق التجارة الدولية بين أوروبا وشرق آسيا، وهي المصدر الرئيسي للنفط والغاز، وفيها أكبر الاحتياطات المؤكدة منهما.
لعل هذا يفسر هستيريا الغرب الجماعي في الدفاع عن «إسرائيل» بوصفها «دُرة التاج» في مشروع الهندسة الغربية الجديدة للمنطقة، والسعار في دعمها وإعطائها شيكاً مفتوحاً لفعل ما تشاء في سبيل ترميم ردعها وهيبتها.
• هل يهدف المحور من وراء تعطيل رد الفعل الأمريكي على العملية إلى إبقاء الإقليم بـ»إسرائيل» عرجاء، وغير صالحة للخدمة؟ «إسرائيل» هي الطرف الذي تلقى الضربة الأولى، وهي لا تزال تحت تأثير تخديرها، فهل من قام بهذه الضربة قد استعد لسيناريو التصعيد؟ أم أن «إسرائيل»، التي تبالغ في وضع سقف الأهداف بما يقلب المعادلات، تحاول تخطي الخطوط الحمراء لخصومها، ما قد يؤدي إلى اتساع الحرب وتدحرجها؟
• ماذا ستفعل الولايات المتحدة، التي تريد تحقيق الأهداف «الإسرائيلية» تحت سقف عدم اتساع الحرب، إن لم يكن من الممكن تحقيق هذه الأهداف سوى باتساع الحرب؟
إن بقاء «إسرائيل عرجاء» في الإقليم هو تهديد لاستمراريتها وفشل لمشاريع رعاتها الغربيين.
استعادة «إسرائيل» عافيتها الضرورية لاستمرارها ولنجاح مشاريع رعاتها في المنطقة لن يتم بأقل من «حرب إقليمية كبيرة» نتائجها تعمق أزمة «إسرائيل» نفسها وأزمة رعاتها الغربيين في المنطقة.
هذه هي المعضلة التي تواجه الولايات المتحدة اليوم، وهي المعضلة التي تواجه «إسرائيل» نفسها.

كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات