«الزمن الجميل».. هـــل كـــان جميـــلاً حقــاً؟! الحلقة ١2
- مروان ناصح الأحد , 7 سـبـتـمـبـر , 2025 الساعة 1:16:19 AM
- 0 تعليقات
مروان ناصح / لا ميديا -
الطائفية والعرقية.. نارٌ نائمة في حضن الوطن
في كتب التربية، كان الوطن واحداً.
لكن في المدى الخفي، كانت الطائفية والعرقية تحفران الخنادق على مهل.
كنا نردد النشيد ذاته، وينتقد بعضنا بعضاً في السرّ.
وفي المساء، كانت النشراتُ تمطرنا بوحدةٍ وهميّة، بينما الجدرانُ تعرف غير ذلك.
الطائفية.. العار النائم خلف المذياع
في "الزمن الجميل"، كانت الطائفية مكبوتة؛ ليست علاجاً، بل مرضاً خفياً نُخفيه بابتسامة.
وكانت السلطات المتتابعة تضع يدها على الجرح؛ لا لتشفيه، بل لتخدره.
كُرّست الولاءاتُ العمياء، وابتُلعت المواطنة في سلال الهتاف.
لم تكن هناك مساواة، بل مجرد "هدنة هشّة" بين أبناء الدولة الواحدة والوطن الواحد.
ألهاكم التكاذب.. وأكلتكم النار
منذ أن استوى العثماني على عرش العرب، تعلّمت الأنظمة المتعاقبة شيئاً واحداً: اكذب، ثم صفّق لنفسك.
كان الكذب دستوراً غير مكتوب. وكان الإعلام "مكبر صوتٍ" يمدح دخان الحرائق السرية!
"ألهاكم التكاذب"، لعبة قديمة تحترفها الأنظمة في بلادي لتخدير الغضب وتأجيل الصدوع.
يكذب الزعيم، ويعرف الناس أنه يكذب، ويصفقون، ويعرف الزعيم أنهم يصفقون كذباً، ثم يسدل الستار على وطنٍ يحترق تحت السطح.
دروس لا نتعلمها
من أين جاءت كل هذه الوحشية؟
من هذا الماضي الذي زيّناه بخيوط ذهبية، وكان من قشٍّ جاف.
سنوات مديدة من الكذب السياسي، من سحق الاختلاف تحت عجلات "الأمن"، من صفقات الظلّ، ومن إعلامٍ لم يقل الحقيقة يوماً... تلك هي الحكاية التي انفجرت الآن، في أكثر من موضع ومكان!
الدم لا يخطئ العنوان
الذين يتقاتلون اليوم ليسوا أولاد اللحظة، بل أبناء تربية فاسدة، ورثة أنظمة لم تعرف كيف تبني "دولة مواطنين"، بل كيف تُسيّر "قطعاناً" كما تعتقد، وكيف توزّع الامتيازات بحسب الولاء، وكيف تخنق الفكرة قبل أن تصبح حلماً.
خاتمة: لا حل بلا ديمقراطية
كلّ ما نراه اليوم هو حصاد أكذوبة اسمها "الزمن الجميل".
ذلك الزمن لم يكن جميلاً، بل كان كوارث مؤجَّلة تنتظر شرارةً كي تنفجر.
ولا نجاة إلا بدولة ديمقراطية حقيقية، تمنح للجميع ظلّاً واحداً، ومستقبلاً لا يُقاس بالتفتت، بل بعظمة الإنسان.
المصدر مروان ناصح
زيارة جميع مقالات: مروان ناصح