إعصار في العمق الإماراتي
 

مرتضى الحسني

مرتضى الحسني / لا ميديا -
«إعصار اليمن» عملية عسكرية في العمق الإماراتي ضربت مطاري أبوظبي ودبي ومنشأة النفط في منطقـــة المصفــــــح الصناعية وعــدداً مـــن المواقع والمنشآت الإماراتية الهامة والحساسة لم يُفصح عنها بعد. أتت هذه العملية بعد صيام دام لما يقارب الثلاثة أعوام كانت الإمارات خلالها شبه نائية عن دائرة الاستهداف اليمني لأسباب مختلفة.
على ما يبدو أن الإمارات لم تتكيف مع هذا الوضع الهادئ والحفاظ على عاصمتها ومدنها المصنفة من آمن المدن عالمياً ما جعلها مترفة بمناخٍ اقتصادي عالمي قلما يوجد ما يماثله في المنطقة. كما لم يعجبها تناسق أبراجها الزجاجية الشاهقة، فشوقها متلهف لرؤية زجاجها متناثراً على امتداد شوارعها وأراضيها، مما جعلها تبدأ بتصعيد عسكري في شبوة ودخول سلاحها الجوي بشكلٍ هستيري في المعركة دون حسبان للتحذيرات التي أطلقها متحدث القوات المسلحة قبل أيام.
التهديدات تُرجمت أفعالاً، وأبوظبي تتنفس دخاناً وتتجرع انتكاسة اقتصادية تمثلت في انخفاض مؤشر البورصة فيها، حسب ما نقلته وكالة «رويترز»، ظاهرياً، ناهيك عن المآلات الأخرى التي لم يكشف عنها حالياً، سواء في حركة الملاحة الجوية أو في مجال الاستثمارات.
الإمارات مازالت تكابر في تصعيدها، ولكن هذه المرة لم يكن في مناطق عسكرية أو مناطق ذات اشتباكات، بل تمادت إلى ضرب حيٍّ سكني وارتكاب جريمة بشعة أسفر عنها 12 شهيداً والعدد في ازديادٍ، وعدد من الجرحى كلهم مدنيون، مدعية أن هذا تحت إطار الرد المشروع! وألحقتها بجريمة استهداف السجن المركزي في صعدة، التي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، فأي رد يشرعن دماء المدنيين؟!
على الإمارات أن تراجع حساباتها، فبنك أهدافنا ممتلئ بالمواقع والمنشآت الحيوية القادرة على شل عصب الاقتصاد الإماراتي، حتى وإن أفرطوا في قصفنا، فليس هناك ما نخسره، فالحصار قائم والمطارات والموانئ مغلقة واقتصادنا منهار، حتى الهواء الذي نتنفسه أصبح نتناً من كثرة دخان غاراتهم وصواريخهم، فالخسارة فيهم أشد وأنكى، فواقعياً هم من يتكئ على هشاشة الزجاج الذي لن يدوم طويلاً بفضل الله وحنكة قيادتنا الثورية والسياسية وسواعد رجالنا في كل الميادين والساحات.

أترك تعليقاً

التعليقات