ليطمئن قلب الشعب!
 

مرتضى الحسني

مرتضى الحسني / لا ميديا -
مسك ختام العروض العسكرية للجيش اليمني شهدته محافظة الحديدة، قلب المنطقة العسكرية الخامسة، بعد سلسلةٍ من العروض العسكرية بدأً من المنطقة العسكرية المركزية ثم الرابعة فالسادسة وقوات الحماية الرئاسية وغيرها من القوات، ليؤكد اليمن بهذا تأهبه للمُلمات التي قد تطرأ في حالة اعوجاج خط الهدنة المُجددة لفترتها الثانية، وأيضاً ليبرهن رقمه الصعب لكل محتلٍّ ومعتدٍ ولمن تسوّل له نفسه المساس بحرية واستقلال البلد. كما أنها تندرج أساساً في بث الطمأنينة التي يحتاجه الشعب، بالذات أثناء ثباته على نهج المقاومة ضد المعتدين.
عرضُ الحديدةِ العسكري الموسوم بـ»وعد الآخرة» والأكبر من حيث العدد والنوع والتشكيل، حوى الآلاف من الجنود من معظم تشكيلات الجيش اليمني، البرية والبحرية والجوية وألوية النصر، ناهيك عن استعراض القوات البحرية خصوصاً، إما من حيث الأسلحة النوعية البحرية من صواريخ وألغام كصواريخ «فالق1» و»مندب» بجيليه (1 و2) محلية الصنع وصواريخ «روبيج» الروسية المنشأ أو من حيث الألغام كـ»مجاهد» و»كرار»، أو من حيث القوات ككتائب الغواصين ذات الجاهزية العالية والتدريبات اللازمة للمهمات الحساسة، والتي كان أبرزها الاستيلاء على السفينة الإماراتية «روابي» خلال الأشهر السابقة، وأيضاً استعراض لألوية النصر ضمن المشهد العسكري التي نحتت النصر بحق، وجبهتا حرض وميدي خير دليلٍ وبرهان.
العروض العسكرية في الفترة الحالية لم تأتِ من فراغ وإنما ترمي نحو الأفقين القريب والبعيد، فمن ناحية القريب تؤكد أن اليمن ليس عدوانياً ولا في موقع تشكيلِ أي خطرٍ على دول الجوار والأمة العربية، وإنما هو يقف موقف الدفاع المشروع تجاه الاعتداء الوحشي والجبان على اليمن أرضاً وإنسانا. ومن الأفق البعيد تؤكد على الموقف الديني والأخلاقي أمام قضية الأمة القضية الفلسطينية كثابت ومبدأ لا يتجزأ من الروح الجهادية الإيمانية والقرآنية التي تتربى عليها القوات المسلحة حالياً، بحسب ما قاله سيد الثورة في كلمته إبان العرض العسكري.
الجيشُ اليمني قطع شوطاً كبيراً في استعادة قوته التي فقدها في السنوات السابقة؛ إما عن طريق الولاءات التابعة للشخصيات البارزة عسكريين وسياسيين ومشائخ، أو التبعية للأحزاب والتنظيمات السياسية، أو عن طريق هيكلته وفكفكته في فترة ما بعد أحداث شباط/ فبراير 2011 ونزع سلاحه، لاسيما الأسلحة الجوية: الطائرات والدفاع الجوي.
الخطوة الأولى نحو الاستعادة كانت لفظ المؤسسة العسكرية الخونة بعيداً عنها، ثم دمج اللجان الشعبية مع من بقي من الجنود الصادقين لوطنهم وشعبهم، فشكلوا نواة متفاعلة تفجرت صموداً ومنعةً وقوةً جاهدت ثماني سنين، ولم تستطع أعتى التقنيات والمعدات العسكرية هزيمتها، وأكثر من ذلك انطلقت نحو التصنيع الحربي فأنتجت كميات من الأسلحة والتقنيات -بأدنى الإمكانيات وأصعبها- واستطاعت بفضل الله كسر أنف تلك الجيوش المحتلة بل وضربها في عقر دارها.
يبقى الجيش اليمني المعقود بناصية قيادة الثورة الربانية هو الحل الأنجع في درء المفاسد التي تمس كيان البلد، لاسيما في حالة فشل الحل السلمي والسياسي؛ لأننا ابتلينا بأرذل الأعداء على سطح المعمورة، لم يتركوا حسناً ولا قبيحاً إلا واستخدموه ضدنا؛ إلا أن توكلنا على الله وحده هو ما لملم شتاتنا وزرع فينا اليقين الكامل بالنصر، ليتفجر عنفواناً وقتالاً في صدّ ودحرِ أولئك الظالمين والمعتدين.

أترك تعليقاً

التعليقات