يا رب.. جودك فضحهم
 

مرتضى الحسني

مرتضى الحسني / لا ميديا -
أمطار الرحمة تغشى صنعاء، قلب الصمود والمقاومة، وتحمل معها الغيث المُطمْئن للنفوس، وفرحةً تغمر الساكنين فيها. لكنها (الأمطار) في الوقت ذاته تعج بمشاكل متراكمة يعاني منها المواطنون بشتى اختلافاتهم، من سوء بنيةٍ تحتية لتصريف المياه أو عشوائية البنايات في مجاري السيول، ناهيك عن التصريحات والوعود الباهتة السيئة التوقيت من المسؤولين في المرافق المفترض منها تقديم الخدمات لعامة الناس في مثل هذه الحالات والمشكلات.
سنوياً، يصحب دخول الصيف على اليمن أمطاراً غزيرة تغطي جل الجغرافيا اليمنية، لاسيما العاصمة صنعاء، نتيجة تميزها بمناخ متنوعٍ، معتدل ممطر صيفاً وبارد جاف شتاءً، مما يجعلها معرضة لمعضلات السيول المتدفقة والضالة التي لا تكاد تجدُ قناة تنساب فيها، إمّا نتيجة العدم وإما الانسداد المتلهف للصيانة، المستحيلة على ما يبدو!!
بالنسبة لمجرى السيول تعتبر السائلة هي الحل الوحيد الواسع الذي يضيق أمام حجم العاصمة، الذي قد يتحول غالباً إلى مشكلة عند فيضانها، وخصوصاً عند مرورها بمدينة صنعاء القديمة، مما قد يسبب تأثيراً يكاد يكون ضرراً على مدينة من الأقدم تاريخياً والمصنفة ضمن التراث العالمي بحسب اليونسكو. وأيضاً هناك تدفقات كبيرة للسيول في بعض المناطق والأحياء، مثل منطقة التحرير، التي تشهد نشاطاً تجارياً كبيراً، فتسبب كارثة فعلية على المحلات التجارية بدخول المياه بكميات هائلة إليها، ملحقة بها خسائر وأضرارا مادية غير عادية.
أيضاً، مما يعرقل المواطنين بشكلٍ جماعي تجمع المياه بكثافةٍ في الأنفاق دون وجود أي قنوات تصريفٍ، إذ لا حل سوى “وايتات” الشفط، التابعة لمصلحة الدفاع المدني، الكسولة جداً.
كل هذه معضلات، وصحيحٌ أنّها ليست بسيطة وأنّ الأكبر منها هو إرث نظام صرف صحي فاسد ومتهالك، إلا أنّه لا يزيل الحمولة عن كتف الحكومة الحالية التي تزخر بالفساد وتميل إلى صرف الأقوال أكثر بعشرات المرات من الأفعال. فمع غزارة الأمطار في كل صيف تعزف لنا حكومتنا الفاسدة وعوداً لا تختلف عن السابقة، توشك أن تصبح أغنية لكل صيف وعلامة له، مثل أغنية “آنستنا يا عيد” الملازمة لكل عيد!!
يفرح الجميع بخير الله وجوده، ماعدا الفاسدين في أمانة العاصمة والأشغال والدفاع المدني والحكومة وغيرهم من المسؤولين؛ فخير الله صار لهم فاضحاً ولسوءِ إدارتهم وتلاعبهم بما فيه منافع للمجتمع تشفع في الدنيا والآخرة.

أترك تعليقاً

التعليقات