موسم «الحلب الترامبي» للخليج
- توفيق هزمل السبت , 17 مـايـو , 2025 الساعة 7:37:19 PM
- 0 تعليقات
توفيق هزمل / لا ميديا -
احتفل الثلاثي الخليجي بزيارة ترامب واعتبروها إنجازاً تاريخياً؛ يُشعرونك بأنهم كانوا يستجدون ترامب من أجل أن يأخذ أموال الخليج واستجاب لطلبهم وحققوا إنجازاً، وليس أن ترامب فرض عليهم جزية مقابل الحماية!
ما هي الاستفادة الفعلية للثلاثي الخليجي من وراء الزيارة؟! هل هي تدشين لعلاقة استراتيجية بعد عداء وقطيعة طويلة؟! أم أنها فتحت لدول الخليج آفاقاً اقتصادية لم يكن بإمكانها تحقيقها إلا عبر الزيارة الموصوفة بالتاريخية؟!
ربما يطرح البعض أن الزيارة ستسمح لدول الخليج بالحصول على التكنولوجيا الأمريكية، مثل إنتاج الطاقة بالنووي أو الذكاء الصناعي... إلخ.
بالنسبة لإنتاج الطاقة عبر بناء مفاعلات نووية فهذه سوق مفتوحة ومتاحة لكل دول العالم، يكفي أن تنزل أي دولة مناقصة دولية لبناء مفاعلات نووية وستتقدم عشرات الشركات الصينية والروسية والأوروبية لكي تتنافس على أفضل عرض وأقل سعر، بدل شراء مفاعلات أمريكية بعشرة أضعاف تكلفة السوق العالمية.
أما بالنسبة لصناعات الذكاء الصناعي، فأقصى ما تستطيع تحقيقه هو تأسيس فروع للشركات الأمريكية الواقعة في منطقة خليج المكسيك لتقام في الخليج الفارسي، وهو الأمر الذي سيصب في صالح الشركات الأمريكية، لأنها ستكون قريبة من خطوط سلاسل التوريد العالمية، سواء من الصين وجنوب شرق آسيا أو أوروبا، مع كلفة ضريبية أقل وبنى تحتية مجانية. فما هي استفادة دول الخليج؟! وهل ستربح؟!
بالتأكيد؛ ولكن ربحها لن يكون عشر معشار أرباحها فيما لو اشترت أسهم هذه الشركات من البورصة العالمية، بدل توجيه المليارات في بنى تحتية خاصة بهذه الشركات لمجرد الحصول على الصيت وأنها أصبحت دولاً متقدمة.
لأن الدول التي تجتذب الشركات العالمية للإنتاج فيها تهدف إلى ضخ أموال استثمارات هذه الشركات في اقتصادها وتوفير فرص عمل لمواطنيها.
الخليج لن يجتذب أي استثمارات؛ بالعكس، هو الذي سينفق أموالاً، ولا توجد كثافة سكانية عالية وماهرة تستفيد من فرص للعمل؛ بالعكس، ستقوم باستيراد عمالة ماهرة من مختلف أنحاء العام.
أما إن تحدثنا أخيراً عن البيئة الاستثمارية الآمنة، والتي هي شرط جدوى ونجاح أي توجه لجلب شركات التكنولوجيا الأمريكية للخليج وضخ أموال الخليج في الاقتصاد الأمريكي، فهذا الشرط غير متوفر والجوار اليمني مضطرب ويعاني من آثار وتداعيات الدمار والجوع الذي تسببت به دول الخليج.
«لفة» طويلة، وفي الأخير عدنا للمربع الأول، فشرط نجاح مخرجات مؤتمر «الحلب الترامبي» وحصول الخليج على الصيت التكنولوجي والصناعي، هو سماح اليمن بذلك.
لذا نقول: احلبي أيتها التريليونات أينما شئت، فلا حليب لأمريكا أو للخليج إلا بحليب لليمن.
المصدر توفيق هزمل
زيارة جميع مقالات: توفيق هزمل