نصيحة لذباب السعودية والإمارات
 

توفيق هزمل

توفيق هزمل / لا ميديا -
أحب أن ألفت نظر هيئة الأمن السيبراني بالمملكة السعودية وكذا الهيئة المختصة بالحرب الإعلامية بالإمارات، وعلى رأس الجميع أفيخاي أدرعي، المشرف العام على الإعلام العربي، وذبابهم في وسائل التواصل الاجتماعي، إلى التالي:
الأداء العام للحرب النفسية والإعلامية التي تشن على اليمن يعتريها القصور وبعض الثغرات. على سبيل المثال لا الحصر: الوقوع في خطأ النمطية والتي يسهل كشفها مع التكرار من أي مهتم بالنشاط الإعلامي على وسائل التواصل.
ولكي لا أطيل الشرح سأطرح مثالا عمليا على الخطأ النمطي:
في البداية عندما كنت أكتب عن أحداث غزة وعمليات دعمها من قبل اليمن كان ذبابكم يدخل للتعليق في حسابي ليذكرني بموضوع المرتبات وحالة المجاعة التي يعاني منها اليمنيون. وبالفعل كانت هذه التعليقات تؤثر في نفسيتي وتجعلني أشعر بالإحباط والحزن، وأفكر في لعن شكل النظام السياسي الحاكم باليمن، وبالتالي التقليل من تفاعلي مع أحداث غزة.
لكن مع التكرار بدأ الأمر يتحول إلى حالة نمطية لفتت انتباهي وجعلتني أركز للتأكد منها؛ إذ يختفي ذبابكم من صفحتي ويتلاشى تفاعلهم مع منشوراتي ما دمت أكتب عن أي موضوع ليس فيه «إسرائيل».
وعندما يتم الإعلان عن إنجاز عسكري أو مرحلة تصعيد جديدة ترفع معنوياتي وتدفعني للكتابة عنها، يظهر ذبابكم من العدم للتعليق وتذكيري بالمرتبات والمجاعة... حتى وصل الأمر إلى أنني بدأت أتوقع ظهور الذباب بشكل نمطي قبل أن أكتب منشورا عن إنجازات أو مراحل تصعيد، وأنا مراهن على ظهور الذباب للتعليق بنفس النمطية عن نفس موضوع المرتبات والجوع.
هذا الأمر سيخلق تساؤلات عن علاقة المرتبات والجوع بضرب الكيان أو تصعيد عملياتنا، وبالتالي كشف النمطية والتقليل من فاعلية الحرب النفسية.
لذا أقترح تغيير النمط، بحيث يتم تنشيط الذباب للتفاعل مع مختلف المواضيع و«تحويجها» بقصة المرتبات والجوع، وألا يكون نشاطهم مناسباتياً ومرتبطاً بأي ضرر يقع على «إسرائيل».
بالطبع ما دفعني لتقديم النصيحة هو أن عندي هواية قديمة في تقديم النصيحة، ولكن أصحابنا يعتبرون النصيحة عملا معاديا، لذا بطلت أنصحهم، ولأنها أصبحت «ولعة» ما عاد معي إلا أنصح أعداءهم!

أترك تعليقاً

التعليقات