أنصار الإمام زيد وثورته
 

توفيق هزمل

توفيق هزمل / لا ميديا -
خرج الإمام زيد فقاتله أهل الشام وخذله أهل العراق وثبتت معه قبائل اليمن فكان جيشه على أربعة أرباع: ربع مذحج، ربع همدان، ربع أرحب وشاكر، ربع كندة. فيما خذله أهل الكوفة بعد مبايعته.
رغم قلة أعداد القبائل اليمنية إلا أنهم كسروا جيش الأمويين الجرار من أهل الشام والحيرة واستطاعوا السيطرة على وسط مدينة الكوفة للوصول إلى مسجدها الكبير حيث يجتمع أهل الكوفة الذين بايعوا الإمام وكانوا يتذرعون بأنهم محاصرون في المسجد.
وبعد أن كسرت القبائل اليمنية الحصار ووصلت للمسجد ناداهم الإمام زيد للخروج فنكثوا وجبنوا عن الخروج فقال الإمام لنصر بن خزيمة وهو الوحيد الذي ثبت من أهل الكوفة: أصحابك قد جعلوها حسينية. فقال نصر: أما أنا فأضرب معك بسيفي هذا حتى أُقتل.
وأمطر الأمويون الإمام بوابل من الأسهم أصاب أحدها جبهته، فأخذته قبائل أرحب وشاكر إلى مواقعها وأتت له بطبيب...
فقال له الطبيب: إن نزعت السهم ستموت.
فقال له الإمام: الموت أهون مما أنا فيه.
فنزع الطبيب السهم وفارق الإمام الحياة ودفن جثمانه الطاهر في مكان سري وتفرق أنصاره بعد دفنه، فتمكن الأمويون من استعادة الكوفة، ووضعوا جائزة لمن يدل على قبره، فجاء الطبيب الذي أخرج السهم ودلهم على قبره، فأخرجوه من قبره وقطعوا رأسه، ثم صلبوا جثمانه الشريف عاريا منكوسا في سوق الكناسة أربع سنوات، ثم أخذوا ما تبقى من رفاته على الصليب وأحرقوه، ثم ذروا رماده في نهر الفرات.
ليبعث الإمام زيد وثورته من جديد في موطن أنصاره وأنصار أجداده أنصار الإمام علي وأنصار رسول الله، وبقي زيد ثورة تهز عروش الظالمين، وبقيت اليمن حصن الرسالة المحمدية منذ يوم الهجرة النبوية وحتى يرث اليمنيون الأرض المباركة التي وعدهم بها الله أرض الرسالات والأنبياء والمرسلين.

أترك تعليقاً

التعليقات