المفاجأة الكبرى
 

توفيق هزمل

توفيق هزمل / لا ميديا -
بالقرار الأخير الذي فاجأ به علم الهدى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، اليمنيين والعالم والصديق قبل العدو، والذي ينص على توسيع عملياتنا العسكرية البحرية إلى ممر السفن البديل للبحر الأحمر والمعروف بطريق رأس الرجاء الصالح لمنع مرور السفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية، بهذا القرار يتحول اليمن فعليا من قوة إقليمية أثبتت نفسها في البحر الأحمر وخليج عدن إلى قوة عالمية تتحكم بحركة التجارة العالمية بين الشرق والغرب.
هذا التحول الدراماتيكي والمفاجئ في موازين القوى العالمية سيجبر كل القوى الدولية على التخلي عن موقفها السلبي تجاه الجرائم التي ترتكب في غزة، فما هو على المحك مصير التجارة العالمية ووضع الاقتصاد العالمي، الذي لن يتحمل الدخول في حالة ركود غير مسبوقة في العصر الحديث ستؤدي حتما لانهيار الاقتصاد العالمي.
لوكان السيد القائد فاجأنا بامتلاك اليمن الأسلحة الذرية، لما كانت هذه المفاجأة بعشر معشار وزن مفاجأة قرار التحكم في طريق رأس الرجاء الصالح، وبالتالي التحكم في حركة التجارة العالمية.
والمفاجأة الأخلاقية الكبرى أن غزة المستضعفة والمحاصرة التي تكالب عليها أنجس البشر وتواطأ معهم أراذل العرب والمسلمين، أصبح بيدها كرت يعادل مليار مرة كرت تبادل الأسرى أو قصف العمق الصهيوني أو عمليات استنزاف قوات الاحتلال، فغزة المحاصرة أصبحت تحاصر «إسرائيل» وأمريكا وبريطانيا، وبيدها رفع الحصار إن رفعوا الحصار وأوقفوا إطلاق النار والمذابح أو تضييق الخناق ودفع العالم إلى حافة الهاوية.
بصراحة لم يسبق لي أن قرأت مفاجأة مماثلة في التاريخ الإنساني، مفاجأة تضع مصير العالم بين يدي مستضعفي غزة، وبالتالي يصعب عليَّ تحليل أبعاد المفاجأة، فما سبق وذكرته ليس سوى بعض الأبعاد المباشرة للمفاجأة الأكبر في تاريخ الأمم والشعوب.

أترك تعليقاً

التعليقات