بداية موت أمريكا
 

توفيق هزمل

توفيق هزمل / لا ميديا -
لأول مرة في تاريخها، تخوض الولايات المتحدة معركة دون غطاء أخلاقي زائف، فهي تعتمد في نفوذها الدولي على قوتها الناعمة والمغلفة بشعارات وادعاءات قيمية وأخلاقية.
حتى عندما قصفت اليابان بالقنابل الذرية زعمت الولايات المتحدة أنها قامت بذلك لأسباب إنسانية وأخلاقية، بادعائها أن مقتل مائة ألف ياباني بضربة واحدة هو أفضل من مقتل الملايين لو طالت الحرب، وأنها باستخدام الأسلحة النووية قد فرضت السلام وحقنت دماء الملايين.
في معركتها مع اليمن تقف الولايات المتحدة عارية بلا ورقة توت تغطي على وحشيتها وبربريتها وأطماعها، فهي اعتدت على اليمن اليوم لمنع رفع الحصار عن غزة واستمرار حرب التجويع التي تشنها ربيبتها الصهيونية على أهل فلسطين.
أي أنها اعتدت على اليمن دفاعا عن استمرار جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تمارس ضد الشعب الفلسطيني.
فكل ما كانت تطلبه اليمن هو إدخال الطعام والدواء ومياه الشرب لأطفال ونساء غزة المحاصرين. وكان أمام الولايات المتحدة خياران:
إما تنفيذ مطالب اليمن، والتي هي مطالب الإنسانية وكل شعوب الأرض ومطلب القانون الدولي الإنساني، وإما الاعتداء على اليمن لضمان استمرار جريمة الحرب في غزة دون ضغوط أو كلفة أو ثمن يدفعه المجرمون، وبالتالي أزال اليمن الستار عن وجه الولايات المتحدة الشيطاني الإجرامي المتوحش.
لقد دمر اليمن القوة الأمريكية الناعمة، وهي بدون هذه القوة لن تستطيع الاستمرار في هيمنتها على دول وشعوب الأرض، والتي بنهايتها تموت أمريكا.
لقد انتصر اليمن على أمريكا قبل أن تبدأ المعركة. انتصر اليمن بالنيابة عن الإنسانية جمعاء، وبالتالي لم تعد الصرخة مجرد شعار، بل أصبحت واقعا، فقد بدأ موت أمريكا من اليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات