ترامب وخطة فك العزلة
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
بالنظر لما تسمى "خطة ترامب" التي وضعها كوشنير زوج ابنته وتوني بلير رئيس حكومة بريطانيا السابق وعدلها نتنياهو، وبلير لمن لا يعرف هو أبرز من خطط وشارك جورج بوش الابن في غزو وتدمير العراق 2003م، وهو بريمر ترامب الحالي والمندوب السامي للأنجلوصهيوأمريكي في قطاع غزة، فإن هذه الخطة المكونة من واحد وعشرين بندا استسلاميا استعماريا احتلاليا لقطاع غزة، هي خطة لإنقاذ نتنياهو وكيان العدو "الإسرائيلي" من هزيمته بعد عجزه عن تحقيق أهدافه من جرائم الإبادة التي يمارسها بحق أبناء غزة منذ عامين، وهي محاولة لكسر العزلة الدولية لهذا الكيان.
لا تختلف هذه الخطة عن "صفقة القرن" الترامبية السابقة؛ صفقة بيع الأنظمة العربية لفلسطين والقضية الفلسطينية مع سوء أكبر في التنفيذ وتسليم قطاع غزة للاستعمار الأنجلوصهيوأمريكي المباشر، وبيان الخزي والعار العربي الإسلامي المؤيد لهذه الخطة الصهيوأمريكية يؤكد شراكة هذه الأنظمة للصهيوأمريكي في تنفيذ جرائم الإبادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهذه الخطة لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني ولا تشير لذلك لا من قريب ولا من بعيد، بل وتجرم مقاومة الاحتلال وتعتبره "إرهابا"، وتعمل على تجريد أبناء الشعب الفلسطيني من سلاحهم وعناصر قوتهم.
هم يريدون من هذه الخطة في حال قبولها، وهي مرفوضة، أن تكون مقدمة لنزع سلاح كل من يقاوم أمريكا وكيان العدو "الإسرائيلي" في المنطقة من لبنان إلى اليمن فالعراق وإيران.. إلخ. ومصير هذه الخطة، بفضل الله وصبر وثبات المقاومة، الفشل كما فشلت "صفقة القرن" من قبل، وكما فشل مشروع "الشرق الأوسط الجديد" ثم مشروع "الشرق الأوسط الكبير" وغيرها من مشاريع الأنجلوصهيوأمريكية الاستعمارية الغربية في المنطقة، وبعون الله ستسقط هذه الخطة ومن صاغها وكل من أيدها وقبل بها من أنظمة عربية وأعرابية وإسلامية، فهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
أما عزلة كيان العدو "الإسرائيلي" المجرم فقد بدأت لتستمر وتتسع وتتعاظم وتكبر لا لتتوقف، لأنها ناجمة عن صحوة ووعي الشعوب حول العالم، وليست عزلة من قبل أنظمة، وكلما أوغل الكيان في جرائمه تم عزله بشكل أكبر، بل وسوف يعزل معه شركاؤه؛ أمريكا وأنظمة الغرب الاستعماري وعملاؤهم وأدواتهم في المنطقة. بينما المقاومة مستمرة والمواجهة الجهادية مستمرة حتى زوال هذا الكيان، ولن يلتزم كيان العدو "الإسرائيلي" بأي اتفاق أو هدنة كما لم يلتزم بأي اتفاق مع الفلسطينيين ومع أنظمة العرب من قبل ومن بعد، من "كامب ديفيد" إلى "الإبراهيمية" وضرب الدوحة.
وعد الله بنصر عباده المؤمنين حق، ولن يخلف وعده القائل "وكان حقا علينا نصر المؤمنين".. ولينصرن الله من ينصره.

أترك تعليقاً

التعليقات