التهديدات الصهيوأمريكية لإيران
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
من جرب حربه العدوانية على خصمه وفشل في تحقيق النصر عليه عندما وضع لحربه سقفاً عالياً من الأهداف وعجز عن تحقيق أيٍّ منها، ليس كالذي تصدى للعدوان الذي فُرض عليه وأفشله ومنعه عدوه من تحقيق أهدافه، بل وردّ عليه رداً قاسياً ومزلزلاً، ما جعل المعتدي يصرخ من هول قوة الرد الذي لم يكن يتوقعه، رغم أن هذه الجولة لم تستمر أكثر من 12 يوماً، ومع ذلك بدأ كيان العدو يتوسل أمريكا التدخل المباشر لإنقاذه منذ اليوم السادس ويتحدث عن قلق الانهيار من اليوم الثامن، وتدخلت أمريكا لتقاسمه هزيمته وتطلب من أدواتها في المنطقة التوسط لدى إيران لوقف الحرب، ولذا فإن المعتدي الأول هو من تلقى الهزيمة، وحقق المعتدى عليه النصر، وفقاً لكل معايير ومقاييس الحروب العسكرية.
إن المعتدي، الذي لم يستطع هزيمة خصمه ميدانياً رغم استخدامه لكل قوته وإمكاناته ضد خصمه، وفشل في إلحاق الهزيمة به، بل إنه لم يستطع حماية نفسه من انتصار خصمه عليه، وبالتالي فإنه ليس في وضع يسمح له أو يؤهله عقلاً ولا منطقاً ولا عرفاً أن يقوم بإطلاق التهديدات لخصمه بعد انقضاء جولة حربه الخاسرة، ولا معنى لتهديداته ولا قيمة لها سوى أنها محاولة بائسة ويائسة لتخفيف وقع هزيمته، ولرفع معنوياته إثر خسارته، ومحاولة الإظهار لمن تابع انكساره وعجزه وفشله أنه لا يزال قوياً، هي نقطة ضعف لا نقطة قوة، وهو يعلم ذلك، ويعلم أنه لو أعاد الكرة في العدوان على خصمه فإنه سيتلقى ضربة أكبر وهزيمة أنكر وأنكأ من التي تلقاها في هذه الجولة.
وما يؤكد هزيمة كيان العدو ومن خلفه أمريكا بشكل أكبر وأوضح أنهما ذاهبتان لمحو آثار هزيمتهما، من خلال رفع الصوت بالتصريحات والتهديدات وتعويض فشلهما في هزيمة إيران في حربهما العدوانية، واستبدال الكلامية عبر وسائل الإعلام الانتصارات بالانتصارات الميدانية، وهم يعلمون جيداً أن هذا المنحى لا يعوضهم عن خسارتهم ولا يقلل من آثار هزيمتهم في مواجهة الجمهورية الإسلامية، رغم قصر عمر المواجهة التي اقتصرت على 12 يوماً فقط، واتسمت بعويل المعتدي وصراخه، وكأنها في تأثيرها اثنا عشر عاماً مما يعدون.
وأخيراً نقول بأن كثيراً من تهديدات الصهيوأمريكي تدخل ضمن التهويل والحرب النفسية لا أكثر، وإذا ما وضع في حسابه أنه قد انتصر على إيران وتصرف على هذا الأساس فإنه سيخطئ في حساباته، وبعون الله سيتلقى ضربات أشد وأقوى بعشرات المرات من تلك التي تلقاها في جولة عدوانه الأولى، وهزيمة قاسية تقود لزوال كيان العدو من فلسطين وخروج أمريكا من المنطقة، ونصر مؤزر لمحور المقاومة من صنعاء إلى طهران... وما النصر إلا من عند الله، والله مع الصابرين.

أترك تعليقاً

التعليقات