الصهيوأمريكي وغزوة الدوحة
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
ألم يأن للذين طبّعوا من قبل ومن بعد، أسلموا واستسلموا، أن يدركوا أنه لا صاحب ولا صديق ولا حليف لأمريكا في العالم كله وفي الوطن العربي أو «الشرق الأوسط» خصوصاً سوى كيان العدو الصهيوني، وكذلك الكيان مع أمريكا وأنه لا أمان ولا احترام ولا اعتبار يقيمه الصهيوأمريكي لأي قُطر من أقطار الأمة العربية وحتى لأقرب حلفائه من أنظمة عرب أو أعراب وإن قدموا له الولاء والطاعة والنفط والغاز وتريليونات الدولارات استثمار وهبات كلما دعت الحاجة؟! ولمزيد توضيح نسأل: أليس بين أمريكا ودولة قطر اتفاقية دفاع أو حماية أمريكية لقطر وفيها أكبر قاعدة أمريكية وقيادة الأسطول الخامس الأمريكي مقابل الحماية.
إن عدوان كيان العدو الصهيوني اليوم على دولة قطر، وهي حليفة أمريكا ومن أولى الدول هرولة للتطبيع بعد «أوسلو»، وأول من بنى واستثمر في الكيان وقدم الهدايا والهبات، ومن أوائل من تحالف مع أمريكا وقدم لها بلده لإقامة القواعد على أرضه، وقدم لها تريليونات الدولارات هبات «استثمارات» وجزء وازن منها يذهب لكيان العدو غير الدعم المباشر لضرب واستهداف شعوب الأمة وتدمير مقدراتها وإسقاط أنظمة ومقاومات ودول إنفاذاً لمشاريع الصهيوني، ومع تضامننا مع قطر ورفضنا للعدوان عليها أو على أي دولة عربية أو إسلامية، وتضامننا نترجمه صواريخ ومسيّرات على هذا الكيان وعطاء مع الله وفي سبيله.
ليست قطر الوحيدة التي اتجهت هذا الاتجاه، كي لا نحملها الوزر دون سواها، فكثيرة هي الأنظمة التي سبقتها أو التحقت بها، وهي أكثر انبطاحاً منها، وتعتبر أمريكا «رباً لا شريك له»، وعلى هذه الأنظمة أخذ العبرة مما جرى لقطر، فحريٌّ بها وبعد عامين من جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها الصهيوأمريكي الغربي مع الكيان بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أن تدرك مع من أدرك أنه لا فرق بين أمريكا وكيان العدو الصهيوني، وأنه لو كان العدوان على قطر دون قرار ومشاركة أمريكية لكانت قاعدة «العديّد» الأمريكية قد أطلقت صواريخ الدفاع الجوي ولو في الهواء أو أبلغت السلطات القطرية قبل وصول الطائرات أو الصواريخ كما تبلغ كيان العدو بالصواريخ والمسيّرات اليمنية أو الإيرانية.
إن غزوة الصهيوأمريكي للدوحة، الثلاثاء الماضي، هي افتتاحية، والدور آتٍ على بقية أنظمة التطبيع، وفي مقدمتها تلك التي تقع كلها أو جزء من أراضيها ضمن مشروع «إسرائيل الكبرى»، وكثير من أنظمة التطبيع الأخرى لا تتمتع باتفاقيات حماية أمريكية كالتي تتمتع بها قطر، والتي قد يحسب لها سيطرتها على الدخان المنبعث من المكان بفترة وجيزة، وقد لا تتمكن أنظمة أخرى من ذلك. وعلينا أن ندرك أولاً أن التذمر الأمريكي ليس من الضربة لقطر بحد ذاتها، وإنما لفشلها. وثانياً أن إقامة القواعد الأجنبية على أرض أي بلد هو لاحتلالها واستعمارها والسيطرة عليها، وليس لحمايتها.
أخيراً، تضامننا ومساندتنا لقطر وغزة وكل شعب من شعوب الأمة يتعرض لعدوان الكيان.. وبعون الله منتصرون.

أترك تعليقاً

التعليقات