حشود وعطاء
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
بحشود عظيمة غير مسبوقة تليق بعظمة مقام صاحب الذكرى صلى الله عليه وآله، يؤكد هذا الشعب اليمني العظيم، بقيادته الثورية المؤمنة المجاهدة ويثبت مجدداً أنه شعب الإيمان والحكمة، شعب الوفاء والبذل والعطاء، وأنه ماضٍ على العهد في نصرة رسول الله، فأتت عظمة هذا الحشد في هذه المناسبة من عظمة صاحبها، ومعبرة عن مدى حب الشعب اليمني وقيادته لرسول الله، وتعبيراً صادقاً عن مدى تعلقه وارتباطه به، ومدى وفائه وولائه له. فهنيئاً لهذا الشعب وقيادته هذا الابتهاج برسول الله، وهذه التلبية بهذا الخروج المنقطع النظير وهذا الحضور الفريد من نوعه بين الأمم.
إن شعباً يسجل هذا الحضور احتفاء بذكرى مولد رسوله محمد صلى الله عليه وآله، ويخرج فرحاً وابتهاجاً وسعادة وحباً ووفاء له، لهو شعب جدير برسول الله. وكل هذا الحضور الذي لا مثيل له في الساحات والميادين اليمنية، ليس احتفاء فحسب، وإنما يحضر في مواجهة أعداء الله ورسوله وأشد أعداء المؤمنين (وهم اليهود الصهاينة المجرمون ومعهم الطاغوت الصهيواستعماري الغربي المجرم، والشيطان الأكبر مصدر الشر ومركزه أمريكا) ويسجل حضوراً إيمانياً جهادياً فاعلاً في سبيل الله وابتغاء مرضاته، ويقدم التضحيات والقرابين إحقاقاً للحق ونصرة للمستضعفين من إخوته في فلسطين ولبنان وسواهما، وهو بالله يحقق من الانتصارات ما لم يكن يخطر على بال.
لذلك فإن هذا الشعب العظيم وهو يتفرد بالاستمرار في مواجهة أشد الناس عداوة للذين آمنوا، والذين ذكرهم الله تعالى بقوله: «لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا»، وبالتالي فإن الشعب يتولى الله ورسوله والمؤمنين، وتولي الله هو في تجسيد هداه وصراطه المستقيم واقعاً، وتولي رسول الله يكون بالاقتداء به عملاً بقوله تعالى: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا». وهذا من موجبات نصر الله لعباده، وهذا الشعب بقيادته العظيمة يمضي في مواجهة أشد أعداء الله ورسوله والمؤمنين من المعتدين قتلة الأنبياء والمرسلين وأعداء الإنسانية، ويعد لهم ما استطاع، ويحقق بعون الله انتصارات شبه إعجازية.
شعب ينصر الله ويقدم القرابين من القادة، رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء وغيرهم من القادة، ويدعو الله أن يتقبلهم. هذا هو العطاء الذي يقابله الله بعطاء، ومن عطاء الله نصره. ولهذا فإن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله يعيش في قلوب وأفئدة هذا الشعب، وفي أقواله وأفعاله وسلوكه، وفي إيمان قيادته وجهادها وخطاها وتوجيهاتها وحرصها على هذا الشعب، وعلى أن تقابل الله مع شعبها بوجوه بيضاء يوم يلقونه.
ولهذا كله، فإن الله منجز وعده في نصرة هذا الشعب ونصرة عباده المستضعفين في فلسطين غزة، ولن يهزم شعب وفيه رسول الله حياً. وبعون الله وفضله فإن الانتصارات آتية، ولن يخلف الله وعده، والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات