رئيسي شهيدا والثورة مستمرة
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
عندما نتحدث اليوم عن إيران وثورتها الإسلامية فإننا نتحدث عن جمهورية بنظام راسخ ونهج ومبادئ ثابتة وثورة مستمرة متجددة لا متغيرة، ومؤسسات قائمة قوية لا تتغير بتغير الوجوه، وقيادة ثورية حاضرة مع الشعب راعية له ضامنة للمسار، ودستور مُصان وعقد اجتماعي ثوري مبني على أسس مرجعية حاكمة، وشعب مؤمن مجاهد ثوري عظيم حامٍ لثورته حاضن لقيادتها محب وفيّ لها. وقد اعتادت هذه الثورة الإسلامية على الاستهدافات الكبرى والحوادث الجُلّى، ولكنها ثورة عصية على كل أعدائها، وأثبتت أنها كلما استهدفها أعداؤها، وهم كثر، ازدادت تألقاً وعنفواناً وقوة، ومن كل استهداف تخرج أقوى مما كانت.
لقد كشف حادث سقوط الطائرة التي كانت تقل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية وبقية مرافقيه، وارتقائهم شهداء، بمعزل عن السبب أياً كان، عن مدى تغلغل الصهيونية في عقول وقلوب أنظمة حاكمة ومؤسسات وأفراد في قلب الأمة، وعن مقدار الحقد على هذه الثورة الإسلامية التحررية وفكرها الهادف إلى نيل الشعوب المستضعفة للحرية والاستقلال ومقاومة قوى الاستعمار والاستكبار والهيمنة ورفض الخضوع والذل. كما كشفت مدى حسد الأنظمة العربية والأعرابية المتصهينة صنائع الاستعمار، وغيرتها من نجاح نظام الثورة الإسلامية في بناء إيران القوية ومناهضتها للصهيونية وقوى الشر والاستكبار العالمي ونصرتها للشعوب المستضعفة.
ولقد أظهرت هذه الحادثة مدى قوة وتماسك إيران وشعبها وقيادتها الثورية وثورتها الإسلامية وجيشها ومؤسساتها، ومنعتها وقوتها، وكذلك قوة المقاومة ومحورها. كما كشفت مدى ضعف وهشاشة أعداء إيران وأعداء هذه الثورة الإسلامية وأعداء المقاومة ومحور المقاومة. وأبرزت هذه الحادثة بقوة وضوح الفرز بين المتصهينين وغير المتصهينين من الأنظمة الحاكمة لشعوب الأمة، وقد احتلت المرتبة الثانية بعد معركة «طوفان الأقصى» في وضوح الفرز بين من هم على الحق والماضون في صفه من جهة، ومن هم على الباطل والماضون في صفه من جهة أخرى.
لقد أظهرت هذه الحادثة كم أن الأنظمة المطبعة التابعة للصهيوأمريكي الحاكمة لشعوب الأمة العربية والإسلامية هي أنظمة خانعة خاضعة لأعداء شعوب الأمة، بائعة لعزة وكرامة وشرف أبناء شعوب الأمة، وهي لا تعبر عن شعوبها، وإنما عن أعداء هذه الشعوب؛ ولكن ومع قبح هذه الأنظمة فقد أظهرت هذه الحادثة شيئاً إيجابياً، وهو تنامي الوعي بين أبناء شعوب الأمة وهم يعبرون عن إدراكهم أن إبراهيم رئيسي لم يكن فقط رئيساً لإيران والشعب الإيراني فقط، بل كان قائداً لكل عربي حر شريف مقاوم للصهيوأمريكي من أبناء شعوب الأمة، ولكل حر شريف مقاوم للهيمنة الأمريكية في العالم، وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي شعب ونظام لثورة مستمرة بأهداف ومبادئ ثابتة لا تتغير بتغير الأشخاص، ولا تنتهي بغيابهم.

أترك تعليقاً

التعليقات