عبدالرحمن العابد

عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
بعد روسيا وإيران، العراق وتركيا تتفقان على خط سكك حديدية لنقل البضائع. مصر تفقد جزءاً من حصتها السوقية بسبب الاتفاقين، وخسارة قناة السويس حصة من وارداتها... واليمن يتفرج.
تعتبر مشكلة روسيا الكبرى هي عدم وجود بحر مفتوح متاح أمامها لتتحرك فيه بضائعها المحاصرة بعدد كبير من المضائق جميعها تتبع دولاً أوروبا معادية لها وطامعة بثرواتها.
لهذا يعتبر الاتفاق الإيراني الروسي لمد خط سكة حديدية بين روسيا وإيران يسمح بنقل البضائع إلى الموانئ الإيرانية على الخليج والمحيط الهندي مشروعاً حيوياً هاماً جداً، وسيتيح نقل عدد كبير من البضائع ليس فقط من روسيا بل ومن أوروبا الشرقية كلها وآسيا الوسطى.
وبعد ذلك الاتفاق الهام، ها هو العراق يعلن عن مشروع ضخم لتطوير ميناء الفاو العراقي على الخليج، ومد خط السكة الحديدية من تركيا إلى العراق، والذي سيتوزع إلى عدة مسارات تتفرع منه، أحدها خط خاص لنقل البضائع والآخر لنقل المسافرين مع خطوط فرعية لتصدير النفط والغاز.
كل هذه التجارة الضخمة التي سيتم نقلها من أوروبا الشرقية وروسيا وتركيا ووسط آسيا، ستُحرم الخزينة المصرية من إيراداتها، التي كانت جميعها تمر عبر قناة السويس، ومحروم منها الشعب اليمني منذ القدم وحتى اليوم لم يحقق من إطلالته على مضيق باب المندب أي فائدة سوى الحروب ومحاولات الاحتلال والتدمير.
وفي ظل عالم متسارع النمو اقتصاديا، يشيد البنى التحتية التي تتيح له الانتقال إلى عصر جديد يسود فيه العالم متعدد الأقطاب والقوة بيد من يتحكم في خطوط التجارة الحديثة، يبقى موقع اليمن الحيوي والهام عنصر جذب دولي.

أترك تعليقاً

التعليقات