عبدالرحمن العابد

عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
ما هو الدور الروسي والصيني في انهيار البنك السويسري كريدي سويس؟ وكيف وسوس الشيطان الأمريكي لسويسرا لتفقد مصدر ثروتها المتمثل بالسرية والخصوصية الذي جعل بنوكها الأكثر جذباً للأموال في العالم؟
استطاعت سويسرا أن تكون الملاذ الآمن لأموال العالم عن طريق الحياد الذي عُرفت به خلال فترة الحرب العالمية الثانية حيث لم تنحز لأي طرف، لا للمحور ولا للحلفاء، ومن تلك اللحظة كان كل دول وأثرياء العالم يودعون أموالهم في سويسرا.
حتى وسوس الشيطان الأمريكي في أذن سويسرا بعدم الحياد في الحرب الروسية الأوكرانية، والخروج عن المبدأ الذي كان السبب في نهضتها الاقتصادية الكبيرة.
قامت سويسرا بكشف الكثير من الودائع الروسية في بنوكها، وهو خرق واضح لمبدأ السرية الذي تُعرف به البنوك السويسرية وجعل الكثير من الأموال تذهب لبنوكهم من كل مكان لضمان عدم كشفها.
ولم تكتف سويسرا بكشف تلك الأرقام والحسابات والودائع، بل قامت بمصادرتها بناء على قرار الخزانة الأمريكية لتجعل من نفسها وبنوكها واقتصادها طرفاً في حرب دول الناتو ضد روسيا.
الصين صاحبة الأرقام الفلكية من الودائع الدولارية في سويسرا شعرت بالقلق فالجميع يلاحظ أن الدور الأمريكي القادم سيكون عليها، فبدأت بالتخلص من ودائعها وبيعها والتحول إلى سلة عملات جديدة، لكن هذه المرة بعيداً عن سويسرا “غير المحايدة” والنمامة والثرثارة التي تفشي أسرار عملاء بنوكها.
الحقيقة ليست الصين فقط، بل عدة دول شعرت بالقلق من سويسرا وتعاملها المالي بعد ما حدث مع روسيا، كما شعرت بالقلق من الدولار الأمريكي بصورة عامة وبدأت في الانسحاب التدريجي من سويسرا، بما في ذلك عدة دول من حلف الناتو التي بدأت تسأل نفسها: ماذا لو قلبت أمريكا علينا؟ هل ستقرر مصادرة أموالنا؟ وهل ستقوم سويسرا بكشف ودائعنا؟ إذن فلنبتعد عن الدولار وعن سويسرا.
بنك كريدي سويس، ثاني أكبر بنك سويسري.. وعندما تتحدث عن البنوك السويسرية فأنت تتحدث عن أكبر بنوك في العالم على الإطلاق.. فخزائن الذهب والأموال للبنوك السويسرية منحوتة في ممرات سرية داخل جبال الألب منذ الحرب العالمية الثانية حتى لا تتعرض للقصف، وهو ما جعلها الأكثر أماناً بين بنوك العالم أجمع، وأضاف طابع السرية والخصوصية ميزة إضافية لها.. فقدتها اليوم والسبب وسوسة الشيطان الأمريكي الذي يدمر كل يوم أوروبا ويسلبها جزءًا من روحها ثم سيقول إني بريء منكم.. حين لا ينفع الندم.

أترك تعليقاً

التعليقات