عبدالرحمن العابد

عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
هل تتذكرون خبر تسريب معلومات من مجموعة أنشئت على تطبيق «سيجنال» الأمريكي المتعلقة بالحرب على اليمن؟
نعم، ذلك التسريب الذي دفع ترامب لتشكيل لجنة للتحقيق حول الموضوع، وقيل إنه السبب وراء إقالة مايكل والتز، مستشار الأمن القومي، الذي فتح المجموعة، بتهمة «الإهمال»، عندما أضاف الصحفي الديمقراطي (رئيس تحرير صحيفة «ذا أتلانتيك»).
اتضح أن الموضوع أكبر من ذلك بكثير، إذ كشفت اللجنة المكلفة بالتحقيق في الموضوع أن التطبيق ليس هو المعروف في الولايات المتحدة، بل هو تطبيق «إسرائيلي» مشابه تحت الاسم نفسه يتيح وصول المعلومات إلى الموساد «الإسرائيلي».
بعد الضربات العسكرية التي تلقاها الأمريكان من القوات المسلحة اليمنية، أعاد ترامب رؤيته للكثير من الأمور؛ فالواقع الذي لمسوه في الميدان على عكس ما جاء في التقارير التي رفعها مايكل والتز، التي أكد فيها أن اليمن لقمة سائغة، وأن النصر سيكون حاسماً وسريعاً، وأن ذلك يخدم ترامب بعد تعثره في كثير من الملفات، ويعيد صورة الردع الأمريكي؛ لكنها على أرض الواقع انتهت بهزيمة مذلة، جعلت الانسحاب منها في أسرع وقت أفضل من الانزلاق في معركة طويلة بخسائر أكبر بكثير.
بعد وصول نتائج اللجنة المكلفة في التحقيق بتسريبات تطبيق «سيجنال»، ومقارنتها مع الوضع الميداني العسكري المهترئ في الحرب على اليمن، والتحقيق بسرية حول مستشار ترامب للأمن القومي (والتز) نفسه، اتضحت الأمور لدى مكتب ترامب، وترامب نفسه، الذي كانت صدمته كبيرة.
الصحافة الأمريكية أعلنت قبل أيام اكتشاف جاسوس «إسرائيلي» في البيت الأبيض، ولم تُسمِّه؛ لكن التسريبات الصحفية التي تلت ذلك الخبر أكدت أنه مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي شخصياً، الذي اتضح أنه ينفذ أجندة «إسرائيلية» تعمل على تحقيق أهداف «إسرائيل»، بضرب أعدائها في المنطقة، المتمثلين حالياً في اليمن وإيران، بيد أمريكا، بغض النظر عن الخسائر الفادحة التي ستتعرض لها، ويقوم بتسريب المعلومات إلى نتنياهو مباشرة.
ترامب، بعد استفاقته من صدمته، عمد إلى إقالة مايكل والتز من منصبه على الفور، والإسراع بإيقاف الحرب على اليمن والخروج من الورطة بأسرع وقت، تفادياً للمزيد من الخسائر ممكن، عبر وساطة عمانية، ودون أدنى مراعاة لوضع الجانب «الإسرائيلي»، وبدأت المفاوضات الجارية بين أمريكا مع إيران تأخذ منحى مغايراً تماماً عما كانت عليه في البداية، ونشرت الصحافة أن القاذفات الاستراتيجية الشبحية (B2) تم سحبها بالكامل من قاعدة «دييجو جارسيا» الأمريكية في المحيط الهادي، التي كانت مخصصة للحرب ضد اليمن وإيران.

أترك تعليقاً

التعليقات