تراجع أمريكي قسري
- عبدالرحمن العابد الثلاثاء , 24 ديـسـمـبـر , 2024 الساعة 6:41:33 PM
- 0 تعليقات
عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
تآكل قوة الردع الأمريكية، من مواجهة الصين إلى جرأة اليمن وقواته المسلحة التي أجبرت حاملة الطائرات الامريكية على ما يطلق عليه في اللغة العسكرية «التراجع قسرياً» وهو مصطلح يشير إلى هزيمة الجانب المنسحب من المواجهة.
ولمعرفة حجم وقوة الإنجاز الذي حققته القوات المسلحة اليمنية بالمقارنة مع أكبر قوة عسكرية صاعدة، وهي الصين، حيث برزت بوادر مواجهة عسكرية بينها وبين الولايات المتحدة في العام 2016 في بحر الصين الجنوبي تمكنت أمريكا خلالها من إرعاب الصين.
أرسلت الولايات المتحدة مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات، فردت الصين بتعبئة جميع قوات الأساطيل الثلاثة الرئيسية التابعة لبحريتها، بالإضافة إلى قوات الصواريخ الاستراتيجية الثانية، وأفضل وحدات سلاح الجو التابع للجيش.
الرعب كان واضحاً في ردة الفعل الصينية، حيث استدعت البحرية ضباطها المتقاعدين وكتب جنودها المشاركون وصاياهم قبل التوجه إلى المعركة.
كما تم نشر صواريخ (DF-21D) علناً لأول مرة كوسيلة للردع. وبعد جهد هائل استُخدمت فيه قدرات الصين بأكملها، تم انسحاب المجموعتين القتاليتين الأمريكيتين بعد أن حققتا أهدافهما.
إذا كانت الصين، بكل قوتها الوطنية وإمكانياتها الضخمة تطلب منها كل ذلك الجهد للتعامل مع الموقف، فقد كان من الصعب تخيل أن أي دولة أخرى أو قوة محلية قد تجرؤ على مهاجمة حاملات الطائرات الأمريكية.
في الماضي، كان من غير المعقول على المستوى العالمي أن يمتلك أي طرف الجرأة على مهاجمة حاملات الطائرات الأمريكية.
وإذا قام أي طرف باستفزاز البحرية الأمريكية، فإن الرد الطبيعي أن تبدأ مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية بالهجوم الفوري على المهاجم، حتى إجباره على الاستسلام.
لكن، خلال أقل من عشر سنوات، أظهر اليمن جرأة أكبر من الصين في 2016، ومن أي دولة أخرى في العالم، حيث شنت القوات المسلحة اليمنية مراراً هجمات على حاملات الطائرات الأمريكية.
قال الخبراء العسكريون: لقد انهارت معظم قوة الردع التي كانت تتمتع بها حاملة الطائرات الأمريكية عندما تمكنت القوات اليمنية في مرات سابقة من مواجهة حاملة طائرات أمريكية والتعامل معها بهذه الطريقة، فمن السهل تصور المستوى الحقيقي لقوتها القتالية.
وبغض النظر عن كيفية تفسير وسائل الإعلام والولايات المتحدة للأمر، فإن الانسحاب السريع خلال المرات السابقة لحاملة طائرات أمريكية بعد الاشتباك، فمن منظور عسكري بحت، يُطلق على ذلك «صدّ من قبل اليمن».
هذا «الصدّ» استمر وتكرر عدة مرات حتى قامت المواجهة الشرسة الأخيرة، في 22 كانون الأول/ ديسمبر بين القوات البحرية والجوية والصاروخية اليمنية مع حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان»، التي انتهت بإسقاط طائرة (F18) زعمت القيادة المركزية الأمريكية أن سقوطها حدث عن طريق الخطأ وانسحبت على إثرها حاملة الطائرات.
وأياً كان الأمر فإن قرار الانسحاب يعني عدم قدرة الجانب الأمريكي على تحمل الهجمات اليمنية، والاعتقاد بأن استمرار المواجهة سيؤدي على الأرجح إلى تكبد حاملة الطائرات الأمريكية خسائر فادحة، ومن الناحية العسكرية فمثل هذا النوع من الانسحاب دون تحقيق نتيجة يُطلق عليه «تراجعاً قسرياً».
المصدر عبدالرحمن العابد
زيارة جميع مقالات: عبدالرحمن العابد