إرهاب عيال زايد
 

عبد الحافظ معجب

وجوه كثيرة للعدوان على اليمن، ولا يوجد أسوأ من وجه التضليل الإعلامي إلا وجه القبح الإماراتي. صح إن (نجوى قاسم) و(عيال الصبيحة) يمارسون إرهاباً واحداً بأشكال متعددة، لكن القبح الذي أظهره مؤخراً (الشقاة) حق عيال زايد مالوش مثيل ولا شبيه.
من مجزرة (ماي لاي) التي وقعت خلال حرب فيتنام على أيدي جنود أمريكيين عندما قام الملازم الأمريكي ويليام كايلي وجنوده بتطويق قرية ماي لاي، ثم قام بجمع القرويين العزل وأمر بإضرام النار في بيوتهم وقتل كافة السكان، إلى مجزرة (قندهار) في منطقة بانجواي في ولاية قندهار، أفغانستان، إلى مجزرة (بالانجيجا) التي قتل فيها الآلاف من الفلبينيين، إلى معركة (بود داجو الأولى) على يد الجيش الأمريكي، ومجازر الحرب الكورية ومجازر العراق وسوريا وليبيا، وكافة مجازر الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين، لم نجد كالوحشية التي تمارسها الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية الموالية للإمارات في اليمن. 
في كل المجازر والحروب التي حدثت على مدى التاريخ، لم نقرأ أو نسمع عن طفل قُتل لأنه ابتسم أمام أحد المسلحين، لكن هذا حدث في مدينة تعز عندما ابتسم أحد أطفال المدينة ساخراً من شكل أحد المسلحين الذين ينتشرون في شوارع المدينة كأنهم قادمون من قرون مضت وعصور انتهت بشكلهم وهيئتهم ومظهرهم، فلم يتوانَ المسلح عن قتل الطفل وسط الشارع أمام الجميع، ثم عاد إلى إكمال رحلته في القتل وسفك الدماء.
ولم نسمع أبداً بسجون يشوى فيها الموقوفون كما تشوى الفريسة في البراري، طريقة جديدة بالإرهاب والتعذيب لم يستخدمها أحد سوى عيال زايد في معتقلاتهم السرية بعدن والمكلا.
لما تجي تعمل مراجعة لتاريخ الحروب والجرائم تشوف فظائع ارتكبتها أميركا وإسرائيل في كل مكان حطت فيها أيديهم، ومن بين المجازر اللي هي منوعة أشكال وألوان (مابوش) ساع حق الإماراتيين في اليمن، وكأن عيال زايد يرسلون لنا إرهابيين (سبيشل).
آخر هذه الفظائع تعذيب الأسرى ودفنهم أحياء، كما حدث مع الثائر العظيم عبد القوي حسين الجبري الذي حاصره في المخا (دواعش) الإمارات وهم يحيطون بجسده الذي دفنوه بعد تعذيبه بمادة الأسيد، طالبين منه أن يسب السيد عبد الملك الحوثي، فيما كان يستغيث بالقول (اتقوا الله يا رجال)، وهو لا يدري أنهم أشباه رجال لا رجال.
ساوموه واختبروا ولاءه، ولم يكن يخطر ببالهم أنه مستعد للموت دون أن يشتم القائد. لم يتوقعوا أبداً أن يواجههم ثائراً متحدياً يشاهد الموت أمام عينيه ولا يزال شامخاً رافع الرأس محباً ملتزماً بأخلاقه القتالية والموقف الذي سالت في سبيله دماء وأزهقت من أجله أنفس.
لقد دفنوه حياً، ودفنوا مع جثته ما تبقى من آدميتهم إن كانت يوماً لهم آدمية، وهم الخونة والأنذال الذين باعوا شرفهم وعرضهم، وخانوا تراب بلادهم من أجل (دريهمات) قليلة ستنتهي ذات يوم، وينتظرهم عقاب لن يفلتوا منه أبداً.
نجحت الجماعات المسلحة والمرتزقة الموالون للإرهاب الإماراتي في دفن عبدالقوي الجبري حياً، لكنهم فشلوا في دفن موقفه وشجاعته، أرادوا له الموت فأراد الحياة الأبدية بالشهادة التي لا يعرفها العبيد.
كثيرون هم الأبطال الذين دفعوا حياتهم ثمناً لمواقفهم، ورسموا لمن جاء بعدهم طريقاً جديداً للحرية والكرامة.. وكثيرون هم الفتية والشباب الواعي المتنور والمتسلح بالإيمان وصدق القضية، الذين يتوجهون كل يوم إلى الجبهات للدفاع عن كرامتنا وسيادتنا.. وبالمقابل كثيرون هم المتخاذلون في البيوت، لاسيما من منتسبي الجيش والأمن، الذين لا أدري بماذا يشعرون وهم يشاهدون فتية أبطالاً يلقنون العدوان ومرتزقته أقسى الدروس، فيما هم يختبئون في بيوتهم خائفين أذلاء صغاراً.

أترك تعليقاً

التعليقات