أما آن الأوان؟!
 

رشيد البروي

رشيد البروي / لا ميديا -
كان صراخ الأم يضج في كل أنحاء القرية أثناء نزع وليدها الرضيع من حضنها وتركه في اليمن لتغادر هي وزوجها إلى الغربة في المملكة السعودية تاركين فلذة كبدهما الوحيد في تلك القرية.. تماما كتلك الأم الفلسطينية التي تصرخ من بطش الاحتلال الصهيوني، هكذا هو حال نساء المغتربين اليمنيين أمام القرارات السعودية التعسفية والحائلة بين الأم وابنها والأب وابنه والزوج وزوجته والأخ وأخيه.
ما يلقاه المغترب اليمني في السعودية من سوء معاملة أكثر بكثير مما يلقاه المواطن الفلسطيني من قوى الاحتلال الإسرائيلي، حيث يواجه التعسف والإذلال والضغوطات اليومية وحملات الترحيل والابتزاز والنظرة المليئة بالعنصرية والحقد الدفين من النظام السعودي أولاً، ومن الكفيل السعودي ثانياً وثالثاً.
اليوم تتعالى أصوات اليمنيين المغتربين في كلٍ من "نجران وعسير وجيزان" بعد قرار سعودي جديد يقر بترحيل اليمنيين من تلك المناطق المحتلة سعوديا، خلال فترة أقصاها أربعة أشهر فقط.
لم يكتف نظام بني سعود بقرار سعودة بعض الأعمال التي يمتهنها اليمنيون هناك، وإضافة مبلغ يصل إلى 600 ريال سعودي كضريبة دخل على كل عامل، وأيضاً، رفع رسوم تجديد الإقامة إلى 8500 ريال سعودي، ناهيك عن مبالغ التأمينات والكفالة و.. و.. و.. و.. ليأتي هذا القرار القاضي بترحيل اليمنيين من مناطق هي في الأصل يمنية، يحتلها النظام السعودي.
ورغم الضجة الإعلامية التي أثارتها وسائل الإعلام وانتقاد مئات الناشطين لهذا القرار الجائر، تقبع قيادات يمنية ارتزاقية تابعة لـ"حكومة هادي" في الرياض مكتوفة الأيدي دون أن تخرج أي عبارة من أفواههم تستنكر القرارات السعودية الإجرامية تجاه أبناء جلدتهم، إنها الضريبة التي يدفعونها إزاء تأييدهم العدوان على بلدهم، السكوت والخنوع والانبطاح بكل معانيه يتجسد من قيادات ارتمت في أحضان المال المغموس بالذل والهوان.
وأمام كل ذلك، أما آن الأوان لأبناء الشعب اليمني بكل فئاتهم وتوجهاتهم السياسية والحزبية أن يستفيقوا من صراعاتهم ويوجهوا رصاصة القتل صوب النظام السعودي المتجبر والمتغطرس..؟!
أما آن الأون أن يعي الشعب اليمني أن العدوان يستهدفهم جميعاً ولا يستثني منهم أحدا..؟
أما آن الأوان أن نكشف حقيقة ادعاءات الأخوة والقومية والعروبة التي يتغنى بها بن سلمان ويتدثر بها الإعلام السعودي لتبرير عدوانه الإجرامي على اليمن أرضاً وإنساناً؟

أترك تعليقاً

التعليقات