ماذا يحدث فـي صنعاء؟!
 

رشيد البروي

رشيد البروي / لا ميديا -

فوجئت بما رأيتُ، حينمـا نظرتُ إلى المرآة وجدتني أنا وحدي، وحين خرجتُ لأتناول وجبة السحور كُنت أيضاً أمر في الشوارع وحدي.
عند الساعة الثالثة فجراً، كُنت قد انعطفت إلى أحد المطاعم الأكثر شُهـرة في صنعـاء، كانت المقاعد فاضية، الممرات خالية، لا أحد غيري أنا وذلك الطفل المباشر والعامل المحاسب، أثناء تناول الطعام كنتُ أُنظر إلى تلك المقاعد الخالية، ثم أنظر إلى ذاتي مرة أُخرى، وأتساءل: هل مازلت موجوداً أم أنني قد رحلت...؟!
ما هي إلَّا دقائق وسرعان ما خرجت فزعاً، أتسكع في الشوارع منفرداً كما لو كُنت مصاص دماء. البشر قابعون في منازلهم، مآذن المسـاجد تترنح بالروحانيات، المكان أصبح ساحة حرب للكلاب المفترسة، ودقت ساعة الصفر، واشتبكت الكلاب ببعضها، وصارت معركة عالمية ثالثة.
عدتُ للتو إلى فراشي، ولم أستوعب تلك الصدمة، ما الذي يحدث...؟!
أأنا في صنعاء، صنعـاء المدينة التي صمدت في وجه غارات التحالف الفتاكة طيلة 5 أعوام، لم تُنهكها الحربُ، ولم ترعبها القذائف، ولم يلتهمها الفقر والجوع والحصار، صنعـاء التي ازدحمت بالسكان والنازحين واللاجئين وهي في ضائقتها المرعبة تصبحُ في ليـلة وضحاها شبه ميتة، وبهذه السرعة صنعـاء يقتلها الذُعر، ويدبُّ الخوف، ويستشري في قلوب ساكنيها بمجرد حالةٍ واحدة للوباء الفتـاك...!
لا أدري ما الذي أجبر الناس على الالتزام في منازلهم، أهو الخوف أم هو الوعي، أم كلاهما؟ أين أولئك الذين أزعجونا بعباراتهم الحازمة والفكاهية؟ أين أولئك الذين قالوا نحن اليمانيون سنلتهم كورونا بكل شراهة؟ وأين من قالوا إن الله مع أهل اليمن؟ سرعان ما انسحبوا خوفاً من مشيئة الله، يا للغرابة ما الذي يعتريكِ يا صنعاء...؟!

أترك تعليقاً

التعليقات