الحرب خلفت آلاف الشباب العاطلين
 

رشيد البروي

رشيد البروي / لا ميديا -
قبل عشر سنوات، كانت قريتنا البسيطة غنية بالعاملين من أصحاب الحرف والمهن الكثيرة، كان هُناك أكثر من 10 «معلمين بناء - أساطية» و10 «معلمين بلاط وسراميك» و10 «معلمين تلييس» و10 «معلمين وقيص» وقطع صخور و10 «معلمين سباكة وكهرباء»، وكذلك أمثالهم في أعمال النجارة والمقاولات... كل هؤلاء كانوا في سن الثلاثين والأربعين والخمسين، ممن اكتسبوا هذه المهن وهذه الحرف في غربتهم وشقاهم في الدنيا. اليوم لم يعد هناك سوى معلم بناء واحد فقط يشتغل في 7 أو 8 قرى، ومثله معلم بلاط ومعلم تلييس واحد فقط.
الأجيال التي تصعد اليوم تصل إلى سن الثلاثين ولا تمتلك في أياديها أي حرفة ولا أي مهنة تعتاش عليها. آلاف الشباب لا يتقنون سوى مضغ القات أو العمل في مزارعه، لهذا كانت جبهات القتال خير سبيل لاحتواء الآلاف من الشباب الذين عانوا كثيراً من البطالة وفضلوا القتال في الجبهات على البقاء في قراهم وحاراتهم ككتل لحمية لا فائدة منها!!
أما الشباب الذين يدرسون ويتخرجون في الجامعات والمعاهد فلا تحتويهم سوى مزارع القات فقط، لا يمتلكون أدنى حرفة، وهنا تكمن الكارثة، نحن نتطور إلى القاع، عجلة التنمية متوقفة منذ 2010، نعاني من تضخم كبير في البطالة، لهذا لا تستغربوا حين تسمعون عن شباب ينتحرون في القرى والأرياف والمدن أيضاً؛ لأن شبابنا يعانون من فائض بطالة كبيرة جداً جداً!!
القوى العاملة والقوى المنتجة في بلادنا، خصوصاً من الأجيال الصاعدة، لا تمثل 3% من إجمالي السكان. والمعاهد المهنية والتقنية لم تنتج أصحاب حرف بالشكل المطلوب. وهذه كارثة ما بعدها كارثة. الشعوب تنهض بسواعد الشباب وأكتاف الرجال، وليس بالمخزنين والعاطلين عن العمل. وكل هذا ليس إلا انعكاساً لغياب الدولة، الممزقة هنا وهناك.

أترك تعليقاً

التعليقات