عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -
لنفهم ما يحدث اليوم يجب أن نعرف ما حدث بالأمس، فخلال القرن الماضي كانت لعبة الأمم والدول المسيطرة على اليمن وعدوتها الأولى بقيادة الصهيونية العالمية قد حكمت على تاريخ اليمن الحديث أن يدخل كل عشرين عاماً في حرب داخلية، وبتخطيط وتوقيت أمريكي وبريطاني وصهيوني وبتمويل سعودي وإماراتي وخليجي بشكل عام، فكان النظام الحاكم في اليمن يخترع حربا على أبناء اليمن تحت أي حجة كانت، المهم أن تقوم حرب في اليمن لتشغل الشعب اليمني عن قضية فلسطين.
فمنذ ستينيات القرن الماضي بثورة 26 سبتمبر عام 1962، مرورا بحروب المناطق الوسطى التي انتهت عام 1982، حتى حرب صيف عام 1994 على الكتلة الاشتراكية، وصولاً إلى حروب صعدة الظالمة في عام 2005، وهي الحروب الست التي كشف تسارعها مدى تورط تحالف العهر (إخوان الإصلاح ونظام صالح) في تسريع الحروب كل عام بدلا من 20 عاماً، وذلك تنافسا بينهم وتحت غطاء الديمقراطية الحزبية على من يحكم ليخدم أعداء اليمن، تخيلوا أن هذا هو السبب الرئيسي والأول لهرولة المتنافسين على السلطة في اليمن لشن الحروب في اليمن وعلى أبناء اليمن.
كلنا نعلم أن نهاية ذلك التنافس بين حزب الإصلاح ونظام صالح على من يقدم خدمات العمالة وتنازلات الخيانة لأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني والسعودية والإمارات وقطر إلى حروب سقوط المتنافسين التي تلت ثورة فبراير عام 2011 بين حزب الإصلاح ونظام صالح، وبالسقوط التام للمتنافسين على الخيانة والعمالة والارتزاق في عام 2014 بثورة 21 أيلول/سبتمبر المجيدة.
ها هي الحرب في اليمن وعلى أبناء اليمن وعلى ثورة 21 أيلول مستمرة ومتواصلة ومن دون توقف وتقترب من عامها العاشر، وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على أن جميع المدارس السياسية اليمنية التي ارتدت ثوب الديمقراطية الأمريكية الزائفة، لتقديم خدمات التبعية والارتهان والوصاية للخارج، مازال لديها قطعانها من الأتباع والأذناب تتبع خطى زعمائها في التنافس على الخيانة والعمالة والارتزاق وتقديم عروض الخدمات والتنازلات أكثر من غيرها للعدو.
أما الصمود والثبات اليمني في مواجهة أعداء اليمن وأبناء اليمن، والذي وصل اليوم، وبعد تسعة أعوام من العدوان والحصار، وبكل فخر واعتزاز، إلى ضرب وقصف كيان العدو الصهيوني وإسقاط طائرات العدو الأمريكي وحجز السفن الصهيونية ومنع مرورها من باب المندب أو أي سفينة أيا كانت جنسيتها تخرج أو تدخل موانئ الكيان الصهيوني، يثبت أن حثالات العمالة والخيانة والارتزاق مآلهم سلة قمامة التاريخ والمقابر التي بدون شواهد مثل من سبقهم في هذا الطريق، وخاصة ونحن نشاهد آخر صيحات عروض الخيانة والعمالة والارتزاق التي قدمها المدعو طارق عفاش في استهزائه واستنكاره بالصوت والصورة لما قامت به حركة حماس وكتائب القسام في 7 أكتوبر ضد كيان العدو الصهيوني، ولكثرة مواقف وأساليب الارتزاق لا يعود ممكنا حصر تلك المواقف والأساليب ومراحلها التكتيكية التي تترجم الخطط الاستراتيجية لأعداء اليمن والشعب اليمني على لسان العملاء والخونة والمرتزقه والمطبعين.
إن الوعي اليوم هو أن المعارك الفعلية لحرية واستقلال وكرامة اليمن خاصة والأمة العربية والإسلامية عامة، تلتحم وتتوحد لنصرة فلسطين وأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بينما المتصارعون والمتنافسون على تقديم خدمات وعروض الخيانة والعمالة والارتزاق والتطبيع يتجزؤون ويتساقطون.
فبعد أن كان المتنافسون على خدمات العمالة والتطبيع بالأمس يقدمون عروض خدماتهم  للكيان الصهيوني سرا عبر السعودي أو الإماراتي، وإن تطور الأمر فعبر الأمريكي والبريطاني وسرا أيضاً وتحت عناوين دبلوماسية، أما اليوم فيقدمها أبناء صالح وعيال الإصلاح علنا وللصهيوني مباشرة ومن دون أي وسيط، وهذا يعني أن المعركة اليوم معركة مواجهة مباشرة مع الصهاينة واليهود أيا كانوا ومن أي بلد كانوا، ولو كان ابن بلدك أو حتى جارك.
إنها معركة فهم ووعي وإدراك أن العدو الأول هو الكيان الصهيوني وأدواته وأذنابه وعملاؤه من أي جنسية كانوا، ومعركة وعي وإدراك أن القوى اليمنية التي مازالت تتنافس لتقديم عروض خدماتها للكيان الصهيوني ومن إليه مقابل أن تكون اليمن دولة وشعبا قابلين للارتهان والوصاية والتطبيع غير مقبول الصمت تجاهها أبدا، بل يجب مواجهتها والتصدي لها فورا، وخاصة أن المشكلة والعقيدة عند البعض هي انعدام اليقين بقيادة وجيش وشعب اليمن، الذين أصبحوا اليوم مشاعل نور وأمل وقوة وهيبة لشعوب الأمة كلها، ومصدر فخر واعتزاز وكرامة وشرف عند شعوب الأمة العربية والإسلامية والشعوب الحرة والشريفة.

أترك تعليقاً

التعليقات