نايف حيدان

نايف حيدان / لا ميديا -
شهدنا قبل أيام مناورة روسية صينية إيرانية كان لها دلالة ومعانٍ لا يفهمها إلا الأمريكي.
إن هذه المناورة المصاحبة لإعلان تقاربات وتفاهمات بين دول بعد انقطاع وعداء لها تأثيرها الكبير والمهم على المنطقة والعالم.
أولاً: على المستوى العالمي فإن روسيا كسرت سيطرة القطب الواحد وصنعت توازنا عالميا إن لم نقل أضعفت الدور الأمريكي عالميا، وبالذات بعد اندلاع حرب أوكرانيا.
ثانياً: على مستوى المنطقة فإن المتغيرات التي تشهدها المنطقة، سواء بالعلاقة الروسية الصينية الإيرانية المتينة والمبنية على التعاون الاقتصادي العسكري والسياسي والتي تمخضت عن هذه المناورة، فإن علامة هذه المناورة العسكرية تحمل دلالات ورسائل عدة، منها وضع حد للتواجد الأمريكي في المنطقة، وأن أي تهديد أمريكي يسعى لاستهداف إيران فإن حرباً عالمية ثالثة ستقرع طبولها، وأن مصير القواعد العسكرية الأمريكية بالمنطقة إلى زوال.
فالأطماع الأمريكية الصهيونية بالتحكم والسيطرة على البحار والممرات المائية في «الشرق الأوسط» والمنطقة العربية تحديدا، لها آثار سلبية ومخاطر على الحركة التجارية والمصالح الروسية والصينية والإيرانية، ناهيك عن بقية الدول التي تسعى أمريكا وبشراهة لابتلاعها، سواء بالقوة العسكرية أو باستخدام نفوذ أدواتها من العملاء والمرتهنين لها.
فهذه المناورة ترسل رسالة هامة للأطماع الأمريكية، تقول: نحن هنا موجودون ولن نسمح بالتمدد، وأن ما يمس مصالح روسيا أو إيران أو الصين يمس مصالح الجميع.
عموما، فصناعة أو إحياء هذا التكتل المضاد لأمريكا له دور كبير ومحوري في تحجيم وتقزيم التواجد والأطماع الأمريكية، خصوصا وأن العزلة التي أرادتها أمريكا لإيران قد تحولت إلى ظهور علاقات هامة أوسع وأصبحت تشكل كابوسا يؤرق واشنطن وبالذات التقارب الإيراني السعودي برعاية الصين بالتوازي مع الهزائم التي تلاقيها أمريكا في دعمها وحربها الأوكرانية ضد روسيا.
فالنظام الرأسمالي بتهوره ينهار، وهذا دلالة على فشل أمريكا في استخدام التحالفات غير البناءة واستغلال التضاد والقوة في كسب العلاقات، وهو ما أوصلها إلى هذه الحالة الظاهرة بالهزيمة والفشل الاقتصادي.

عضو مجلس الشورى

أترك تعليقاً

التعليقات